يتمتع كتاب "مختصر قواعد الإعراب" للعلامة ابن هشام بمكانة بارزة بين الأعمال الأدبية والدراسية في مجال اللغة العربية. يُعتبر هذا العمل مرجعًا أساسيًا لعشاق وممارسي علوم النحو والبلاغة، لما يحمله من تفاصيل دقيقة وشاملة لقواعد الإعراب وتطبيقاتها العملية.

تأليف الكتاب يعود إلى العالم الجليل الشيخ محمد بن مصطفى القوجوي، وتم تحقيق نسخة منه بواسطة الدكتور إسماعيل مروة، مما جعل الوصول إلى محتواه أكثر سهولة ومتاحة للقراء المعاصرين. يندرج تحت مظلة كتب تخصصات اللغة العربية، وهو مورد غني للعاملين في حقول النحو والصرف.

يمثل "مختصر قواعد الإعراب" موسوعة متكاملة تستعرض جوانب مختلفة من فنون الإعراب والقواعد المرتبطة بها. بعض المواضيع البارزة التي تطرق لها الكتاب تشمل التالي:

1. البحث داخل الجملة: يستعرض الكتاب مختلف أنواع الجمل من حيث مكانها بالإعراب - سواء كانت خبراً أو حالا أو مفعولاً به وغير ذلك-. كما يشرح العلاقات الدقيقة للجمل فيما بينها، كالوصفة لأخرى ذات موقع واضح في التركيب.

1. تفسير المصطلحات العامة للإعراب: يتم تحليل المفردات المستخدمة بطرق تعكس طبيعتها المتنوعة والإمكانيات الخفية لكل منها حسب سياقه. مثلاً، يعرض الكتاب كيف يمكن لكلمة "إذا" تحمل أكثر من معنا وتستخدم بعدة طرق مختلفة بناءً على السياق المحادث فيه.

1. إرشادات بشأن استخدام الأحرف: يدخل المؤلف بتفصيل مفيد للأدوار المختلفة للحروف في الجملة العربية التقليدية، بما فيها حروف العطف والحروف الظرفية وحروف الشرط والأحوال العديدة لحالات الاستثناء والعطف وغيرها الكثير. هذه الوحدات الصغيرة توفر دعمًا هائلاً لفهم كامل للنظام البياني للجمل العربية المعقدة نسبياً.

1. التنبيهات حول الخطأ الشائع عند تطبيق القاعدة: يحتوي الفصل الأخير من الكتاب قائمة بالأخطاء الشائعة التي قد يقوم بها مبتدىء في دراسة الإعراب أثناء عملية التعلم والتطبيق العملي لهذه المهارات المكتسبة حديثا. تتضمن تلك الأخطاء نسيان ذكر فاعل فعل ما أو تركيز النظر فقطعلى نوع جزئي معين ضمن الجملة بدون مراعاة باقي عناصرها الضرورية لإتمام الصورة كاملة.

بالانتهاء، يؤكد مؤلف الكتاب بأن "كل حكم مبني على قاعدة صحيح"، ويقدم نقدًا مدروسًا للأفكار الشائعة حول presenceٍ ظاهرةٍ رسمية بلا هدف له ("الحروف الزائدة"). إن "مختصر قواعد الإعراب" ليس مجرد كتابة أكاديمية رصينة بل إنه عمل حي وفريد يساعد الطلاب والمهتمين على فهم واستخدام الأعراف اللغوية بكفاءات عالية وفهم معمَّق لنواحي الحياة اليومية والنظرية للغة العربية الغنية بالتاريخ والثقافة الرائعة .