بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914 واستمرت حتى عام 1918، وكانت إحدى أكثر الصراعات العسكرية دموية في التاريخ البشري. تعود جذور هذه الحرب إلى مجموعة معقدة ومتشابكة من التحالفات والحروب الثانوية، والتي أدت في النهاية إلى اشتعال النيران في جميع أنحاء أوروبا والعالم. كانت دول الحلفاء - وهي فرنسا وبريطانيا العظمى وروسيا وإيطاليا والولايات المتحدة فيما بعد - جزءاً أساسياً من هذا الصراع العالمي.
بدأ الحلف الثلاثي المعروف الآن بدول الحلفاء كإطار دفاع مشترك بين بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا عام 1892. كان الهدف الرئيسي لهذه الاتفاقيات هو مواجهة توسع الإمبراطورية الألمانية التي كانت تحت حكم الملك ويلهيلم الثاني آنذاك. ومع ذلك، تم اختبار قوة هذا التحالف عندما وقعت حادثة اغتيال الأرشيدوق فرانس فرانتس فرديناند من النمسا والمجر في سراييفو يوم 28 يونيو 1914.
رداً على الاغتيال، قررت النمسا-المجر إعلان الحرب على صربيا الشقيقة للحلف الروسي. وفي خطوة متوقعة، قام الاتحاد الروسي بتعبئة قواته دعماً لصربيا، مما دفع ألمانيا لإعلان "الحرب الخاطفة"، وهي استراتيجية عسكرية تعتمد على هزيمة فرنسا بسرعة قبل التركيز على روسيا. لكن بينما انتهزت ألمانيا الفرصة لاحتلال بلجيكا محاولةً الوصول إلى باريس عبر الجبهة الغربية، لم تتمكن من تحقيق هدفها بسبب مقاومة البلجيكيين والإنجليز الذين كانوا ملتزمين بحماية الحياد الأوروبي.
في سبتمبر 1914، انضمت إيطاليا رسمياً لدول الحلفاء رغم أنها كانت عضواً غير نشط سابقاً في الحلف الثلاثي بناءً على اتفاق سرّي يسمى بروتوكول اللورد هاوسلورن الذي وعد بإيطاليا بالحصول على أراضٍ مهمة مثل ترستي وجنوب تيرول إذا شاركت في الحرب ضد النمسا-المجر. ولكن الأمر الأكثر أهمية حدث عندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب جنباً إلى جنب مع الحلفاء في أبريل 1917، وهو ما غير بشكل كبير ميزان القوى وأدى بالنهاية لتغيير مجرى الصراع.
بشكل عام، شكلت مشاركة كل دولة ضمن دول الحلفاء ظروف خاصة وحساباتها الاستراتيجية الخاصة بها. فبينما ركز البريطانيون والفُرسيون جهودهما للتصدي للخطر الألماني الواضح، سعى الروس لنيل مكاسب إقليمية جديدة فيما أكدت الولايات المتحدة موقفها كمراقب عالمي رئيسي يدعم الديمقراطية ويقاوم الطموحات الامبريالية لألمانيا والنمسا-المجر.
وفي نهاية المطاف، أسفرت انتصارات الحلفاء عن تأسيس عصبة الأمم وتحديد حدود سياسية جديدة لأوروبا الشرقية والوسطى وفق نتائج مؤتمر السلام الذي عقد في باريس بين يناير ويونيو من العام ١٩١٩ والذي عرف باسم مؤتمرات سان ريمو وفيرسايلز وطاباكي وتم بمقتضى أحكامها إنهاء حالة الحرب رسميًا باتحاد دول الحادي عشر من نوفمبر عام ألف تسعمئة وثمانية عشر الميلادية.