تعريف مهارة التعاطف: مفتاح التواصل الفعال والفهم العميق

يعد التعاطف إحدى أهم المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تلعب دوراً محورياً في بناء العلاقات الصحية والدافئة. فهو ليس مجرد شعور بالرحمة تجاه الآخرين، ب

يعد التعاطف إحدى أهم المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تلعب دوراً محورياً في بناء العلاقات الصحية والدافئة. فهو ليس مجرد شعور بالرحمة تجاه الآخرين، بل هو عملية معقدة تتضمن التفهم العميق والاستيعاب لعواطف وآلام ومعاناة الأفراد ممن حولنا. هذا السياق يشكل أساساً لفهم طبيعة مهارة التعاطف وكيف يمكن تطويرها لتحسين جودة حياتنا اليومية.

التعاطف، وفقاً للبحث النفسي، يأتي بعدة أشكال مختلفة، ولكل منها خصائص فريدة واستخداماتها المتنوعة. نجد أولاً "التعاطف المعرفي"، حيث يقوم المرء بوضع نفسه مكان شخص آخر لتشكيل فهم شامل لنظرة الحياة تلك. رغم عدم الخوض في التجربة العاطفية بشكل مباشر، إلا أن ذلك يعزز قدرتنا على اتخاذ القرارات الحاسمة والمفاوضة بكفاءة أكبر - خصوصاً ضمن البيئات المهنية كالقيادة والإدارة.

على الجانب الاخر، يوجد "التعاطف العاطفي". هنا، نتشارك بنفس درجة الألم أو الفرح الذي يمر به الآخرون. وعلى الرغم من كون هذه الخاصية مفيدة للغاية في مجالات الطب والصحة النفسية حيث يستطيع الفريق الطبي تقديم الرعاية المناسبة للمرضى بسبب حساسية عالية نحو حالات المرض والألم، فإن الإفراط فيها قد يؤدي لعواقب سلبية تشابه متلازمة "الشماتة" عندما نشعر بنوع من النشوة داخل أنفسنا نتيجة لأذى يحصل لشخص ما – وهذا الأمر بالتأكيد غير مرغوب فيه أخلاقياً واجتماعياً.

وفي المقابل، هناك نوع راقي جداً من التعاطف يدعى "التعاطف الرحيم"، وهو الأكثر شمولية وتعبيرا عن الروح الإنسانية إذ يمزج بين التفاعل العاطفي المبني على الحب والتفهم والسعي العملي لإحداث تغيير إيجابي في حياة المحتاجين لهذه مساندتنا ودعمنا المستمر بلا حدود زمنية محددة.

أما شكلاً ثاني مشابه للتعددية فهو "التعاطف الجسدي"، وهي ظاهرة علمية غريبة تحدث حينما نمارس ارتباط وثيق بجسم فرد آخر حتى لو كان جزء بسيط منه كتواصل جسدي مباشر عبر الاتصال البصري مثلاً! وهذه حالة نادرة ولكنها حقيقية وصحيح وجودها استناداً لدراسات طبية ونفسية عديدة أثبتتها.

إن امتلاك عبقرية التعامل بالعطف والحوار المفتوح يعد خطوة أساسية لبناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل والتقبل للثراء الثقافي وعدم الحكم المسبق قبل تفحص الحقائق بدقة واتزان مناسب لكل ظرف خاص بموقف محدد بما يكفل تحقيق توافق اجتماعي يسوده السلام الداخلي والخارجي أيضًا. وللفعل فهناك العديد من الطرق المؤدية لذلك الهدف المنشود والتي تنطلق بداية بالنظر للعالم برؤية أوسع ذات ميول معرفية واسعه الاطلاع كذلك المحافظة عليها مستمرة بالأذن المصغية لما يتوجه إليها بالإضافة للحفاظ على ذهن متنور قادر دائماً على قبول اختلاف الجميع وبالتالي تقديراته للسلوكيات المختلفة الموجودة بين البشر عامة . وكل هذه الممارسات تساهم جميعها بصورة مباشرة وغير مباشرة بخلق بيئة مؤازرة مدعاة للاستقرار العقلي والجسدي المرتكز اساساه علي حب الخير واحسان الدعاء للغير بما يفيد حالهما سويا وليس انتهازيه تريد اثباتٌ لانانيه شخصية فقط!. وفي الأخير ، الجدير ذكره انه رغم اهميتها القصوى يبقى تعلم فن التأثر بذوي الغيرة خاصية مكتسبة وليست موروثه جيلى وراثيا بالتالي قابلة للتطور والتغيير نحو الاحسن بإضافة المزيد من التجارب والمعارف المكتسبة حديثا يوميا بغض النظرعن مرحلت العمر الحالي لها!!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات