في عمله الرائع "طرائف العرب"، يدعونا الكاتب أدهم شرقاوي إلى جولة حميمة عبر تاريخ العرب الغني والفريد من نوعه، مستنداً إلى مجموعة نادرة من الطرائف والمعارف المنتقاة من أمهات كتب الأدب العربي. هذا العمل الضخم الذي يمتد إلى ١٩٩٥ صفحة يضم ستة عشر بابا متنوعا، يشمل كل باب جوانب مختلفة ومتفردة في حياة وروائع العرب القدامى. بدايةً من طرائف الخلفاء والأمراء، مرورًا بطرائف الطب والصيدلة وكشف أسرار البيان والبلاغة، وانتهاءً بالسحر الخاص لعشق وزواج وشجن عاشقينا العرب.
يستعرض شرقاوي مهاراته البحثية المتعمقة في هذا المشروع الأكاديمي والثقافي الملحمي بتحليله الدقيق للتقاليد والحكايات الشعبية. إن قدسية النصوص الأصلية - مثل "الأغاني" لأبي فرج الأصفهاني، و"البين والتبيين" للجاحظ، بالإضافة إلى أعمال اشتهر بها ابن الجوزي وابن حزم وغيرهم الكثير من أعلام الادب العربي - تضيف طبقات إضافية من العمق التاريخي والرومانسية لكل حكاية تقدمها هذه التحفة الأدبية.
ليس فقط لأنه يوفر ثروة لا تعد ولا تحصى من القصص والاستعارات لكن أيضًا لأن أسلوبه الكتابي يبسط التعقيدات اللفظية ويعكس اهتمامه بإمكانية الوصول إليها للجمهور العام. يمزج أدهم الشرقاوي بسلاسة بين براعة اللغة العربية وفلسفتها الغنية وخفة الظل المرغوبة مما يجعل تجربة القراءة ممتعة ولذيذة.
ولد أدهم الشرقاوي في فلسطين ويتواجد حاليًا في بيروت حيث قضى سنوات طويلة يسعى لحصول على شهادته الجامعية بدرجة الدكتوراه في الآداب. وعلى الرغم من تخصصه العلمي إلا أنه اكتسب شهرة واسعة كتاجر أدب عربي شاب نابض بالحياة وملتزم بفنه. أولى إصداراته كانت بعنوان "أحاديث الصباح"، والتي حققت نجاحًا غير مسبوق منذ صدورها عام ٢٠١٢؛ ثم واصل المسيرة نحو تأليف روائع مثل "مع الرسول"، و"نبض"، و"ليطمئن قلبي". وتعد كل عمل جديد له مفاجأة جديدة لقرائه الذين ينتظرونه بشغف لما يحمله لهم من عوالم خيالية غنية بالألفة والقوة المؤثرة للعبارات الرقيقة.