الحيوانات الهجينة هي نتيجة عبور بين نوعين مختلفين من الحيوانات، مما يؤدي إلى ظهور خصائص فريدة من النوعين المتقاطعين. هذه الظاهرة ليست نادرة في عالم الطبيعة؛ حيث يمكن أن تحدث بشكل طبيعي تحت ظروف محددة مثل العزلة الجغرافية والتواجد المشترك لنوعين مرتبطين وراثياً بشكل وثيق. لكن أيضا، تدخل البشر في هذا المجال عبر عمليات التربية الاختيارية لتحقيق أغراض مختلفة كالتحسين الوراثي أو الاستخدام الزراعي أو التجاري.
في البيئات البرية، غالبًا ما تكون الأحداث الهجينة عرضاً غير متكرر بسبب القيود الفيزيولوجية والجينية التي تحول دون استمرارية الأنواع الجديدة الناتجة عنه. ومع ذلك، قد تتكون أجيال هجينة قابلة للحياة عند وجود تشابه كبير بين الوالدين. ومن الأمثلة البارزة لهذه الحالات "الهجين الليغر" وهو مولود ذكر يجمع الصفات الفيلية للأسد والإفريقيتة للفيل الأفريقي. بالإضافة لذلك، هناك العديد من أنواع الحياة البحرية المنتشرة والتي تعتبر أيضاً نتائج عملية تكاثر هجين مثل سمكة الشمس الشمسية المصابة بالبقع السوداء وهي عبارة عن تعايش ناجح بين صنفين من أسماك الشمس.
بالإضافة إلى العمليات الطبيعية، يسعى الإنسان منذ قرون لإنتاج حيوانات هجينة بغرض تحقيق مزايا معينة منها زيادة الإنتاج الغذائي كما هو الحال مع خراف "خنزير الخنزير"، والذي يتميز بمقاومته للأمراض ويُنتَج بهدف تحسين إنتاج اللحوم والحليب. وقد ذاع صيت بعض الحيوانات الهجينة الحديثة بشدة نظراً لقابليتها للتكيف والمردود الاقتصادي الكبير لها كتلك الموجودة لدى مزارع الدجاج المستوردة حديثاً والمعروفة باسم 'ديك الرومي'.
السؤال الأخلاقي حول خلق حياة هجينة يبقى مطروحاً دائماً. بينما يستخدم البعض التقنيات لتوفير حلول مستدامة لمشاكل غذائية حيوية، يشعر آخرون بأن المساومة بطبيعة الكائن الحي أمر غير أخلاقي وغير ضروري خاصة إن كانت عواقبها مجهولة ولم تُدرس دراسة علمية شاملة بعد. بالتالي، رغم كون الأمر مثيرا للاهتمام ولكنه أيضًا يدفعنا نحو التفكير مليّاً بشأن نوايا التدخل الإنساني وكيفية تأثيره على النظام البيئي العام وعلى رفاهية جميع الكائنات الحية بما في ذلك ذات الأصل الهجين نفسها. إنها رحلة مستمرة تجمع المعرفة العلمية بالأخلاقيات الاجتماعية وتطرح تساؤلات عميقة عن حدود ما ينبغي وما لا ينبغي فعله فيما يتعلق بالحفاظ على تنوع الحياة الأرضية.