تنقسم الآراء في هذا النقاش بين من يؤمن بفرص الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحرية الإنسانية، ومن يخشى أن تتحول الأوتوماتيكيّة إلى سلطة غير مرئية تحكم حياتنا.
ميار البدوي ترى أن الذكاء الاصطناعي، عند الاستخدام المسؤول، يمكن أن يمنحنا حرية أكبر من أي وقت مضى.
على الجانب الآخر، تدافع حليمة بن داود عن نظرية العبودية الرقمية، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى نظام تحكم يقيد الحركة البشرية ويحدد حدودنا.
وتُقحم حليمة في محادثة مع ميار البدوي قائلة: "هذا التفاؤل الساذج تجاه الذكاء الاصطناعي يثير الشك. هل تعتقد حقًا أن تلك الأوتوماتيكيّة ستتعامل بنا مع الحرية؟ أليس في طبعها تحكم الأنظمة وتقييد الحركة البشرية؟".
عبلة الهاشمي ترفض تصنيف الذكاء الاصطناعي بأنّه مُهتم بالحرية، وترى أنّ الإنسان هو من يتحكم به. تقول: "التفاؤل الساذج ليس من صفات الذكاء الاصطناعي، بل من صفات البشر! الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية، ونحن نتعلم باستمرار كيف نستخدمها. هل سنكون قادرين على استخدامها بشكل أخلاقي، ومسؤول، مع توعية كافية لتجنب الأخطار التي قد تنتج من سوء استخدام الذكاء الاصطناعي؟ هذا هو السؤال الحقيقي".
يضيف عبد البركة الحسني: "أعتقد أنك تبالغ في التشاؤم. صحيح أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديات، لكنه يمكن أن يُحررنا من الأعمال الروتينية ويمنحنا الحرية للتركيز على الأمور الإبداعية والارتقاء بالمجتمع. الخطر الحقيقي يكمن في سوء الاستخدام وليس في الذكاء الاصطناعي نفسه".
## خلاصة النقاش يتضح من خلال المحادثة أن موضوع تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية غامض ومرير، ولا يوجد إجماع على النتيجة النهائية. يواجه النقاش وجهة نظر تتوقع تحرير الإنسان من الأعمال الروتينية والتركيز على الإبداع، مقابل وجهة نظر تشعر بالخوف من سيطرة الأوتوماتيكيّة وتحويلها إلى سلطة لا تُشرف عليها البشر. إنّ الخلاصة النهائية هي أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية يجب استخدامها بمسؤولية ووعي، لتجنب الوقوع في فخ العبودية الرقمية أو الاستغلال.
