تمتع المغرب بتاريخ جغرافي متنوع وغني يعكس مرحلة طويلة ومتنوعة من التاريخ الإنساني. يمتد هذا البلد الواقعة في شمال غرب القارة الإفريقية عبر سلسلة من التضاريس الطبيعية الفريدة والتي تشكل نظاما بيئياً فريداً. تبدأ الرحلة الجغرافية عند الشاطئ الشمالي لجبال الريف، وهي أعلى قمة جبلية مغربية، حيث ترتفع إلى 2,456 متر فوق مستوى سطح البحر. تحرس هذه السلاسل الرائعة ساحل البحر الأبيض المتوسط بينما تمتد جنوباً لتفصل بين الأطلس المتوسط والأطلس الكبير؛ هذان الأخيران يشكلان العمود الفقري للجغرافيا المغربية ويؤثران بشكل عميق على مناخ البلاد.
مع تناثر المدن والسكنات الصغيرة عبر هذه المناظر الطبيعية الخلابة، يمكن تصور تنوع المناخات داخل حدود المغرب الحالي. على طول المنحدرات الشرقية لهذه الجبال، يسود مناخ ماطر ومعتدل، بينما ينتقل المناخ نحو الداخل نحو الصحاري الأكثر دفئا وجفافا باتجاه الغرب. تعتبر درجة الحرارة أحد أهم العوامل المؤثرة هنا - فتتراوح بدرجات متفاوتة بين شهري يناير وأغسطس، رغم أنه يتم تخفيف شدتها نسبياً بواسطة التأثير المستمر للكتل المائية للمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
قبل القرون الحديثة، كان المشهد الحيواني المغربي مختلف تمام الاختلاف عما هو عليه اليوم. اجتمعت أنواع مثل الفيلة الضخمة والأسود القوية والفريسة السريعة ضمن البيئة النابضة بالحياة آنذاك. ولكن مع مرور الزمن تغير النظام البيئي، ولم يعد بوسعنا إلا تخيل جمال تلك الفترة الزمنية المبكرة. بدلاً منها، يستوطن الآن أغلب الحياة البرية للأغنام والدواب والثدييات الأخرى أصغر حجماً بكثير. تطورت التركيبة الديموغرافية أيضاً بمرور الوقت – حيث ظهر مجتمع حديث متطور أدى إلى زيادة سكانية مطردة وصلت ذروتها بنسبة 1.37٪ فقط خلال السنوات الثلاث الأخيرة وفق بيانات تعداد السكان الرسمي ليوم ١/١/٢٠٢٢ حين بلغ عددهم حوالي ٣٧٬۷۰۱٦۴۳ شخص .
هذه البيانات توضح قصة مثيرة للاهتمام بشأن كيفية توزيع عدد السكان ومعدلات الولادة والموت في المجتمع الحديث مقابل الأيام الأولى غير المعروفة تمامًا لنا اليوم. يرجع سبب الارتفاع الهائل للسكان جزئيًا إلى عوامل اجتماعية واقتصادية مختلفة، بما فيها معدلات ميلاد عالية نسبيًا وانخفاض وفيات مرتبط بتقدم رعاية صحية محسن وقدرات علاج مرضيه جديدة مما جعل متوسط العمر المتوقع أعلى بكثير مقارنة بالأزمان الغابره. بالإضافة لذلك يلعب عامل الهجرة دوراً هاماً جدا خاصة عندما نهتم بالتحولات التقليدية للهجرة الداخلية والخارجية لكل الباحثين عن فرص عمل خارج مناطقهم الأصلانيه المغلقه والمزدحمه بالعوائق الاقتصاديه والمعيشية المختلفه كالجفاف ومنطقة الصحراء وغيرهما...