تعتبر الأنسجة الدهنية جزءاً أساسياً ووظيفياً هاماً في جسم الإنسان. تتواجد هذه الأنسجة بكثافة في مناطق مختلفة من الجسم وتؤدي مجموعة متنوعة من الدوريات الحيوية. هناك عدة أنواع رئيسية للأنسجة الدهنية، والتي تختلف في وظيفتها وخصائصها الجزيئية. دعونا نتعمق أكثر في فهم هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية: الأنسجة الدهنية البيضاء، الأنسجة الدهنية البنية وأنسجة دهون الرضع.
الأنسجة الدهنية البيضاء هي الأكثر شيوعاً في البالغين، وتشكل ما يقارب 85% من إجمالي كتلة الجسم الدهنية لدى الأشخاص العاديين. مهمتها الأساسية هي تخزين الطاقة الزائدة كدهون ثلاثية الجلسرين، مما يوفر مصدر طاقة سريع الاستجابة للتعامل مع فترات نقص الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الأنسجة الدهنية البيضاء بإنتاج هرمونات مثل الأدفينوستين التي تنظم الشهية والتمثيل الغذائي. رغم أهميتها في حفظ الطاقة، فإن تراكم الكميات الزائدة منها قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بالسمنة.
الأنسجة الدهنية البنية، وهي أقل انتشاراً بين البالغين مقارنة بالأطفال حديثي الولادة، معروفة باحتوائها على كميات كبيرة من خلايا عضلية متعددة النوى تسمى الخلايا "البrown adipocytes". تعمل هذه الخلايا بشكل أساسي لتوليد الحرارة أثناء عملية تُعرف باسم thermogenesis غير المشبَع بالشبع. هذا النوع من الأنسجة له دور كبير خاصةً خلال فترة الطفولة المبكرة، حيث يساعد الطفل على تنظيم درجة حرارته الأساسية. مع تقدم العمر، ينخفض مستوى نشاط الأنسجة الدهنية البنية ولكنه يمكن إعادة تنشيطها مرة أخرى باستخدام محفزات محددة، وهو أمر يجري البحث فيه حاليًا كإستراتيجية محتملة لعلاج السمنة والسكري.
وأخيراً، يوجد نوع ثالث نادر نسبياً يُطلق عليه اسم Ancillary fat، والذي يتميز بمواقعه الفريدة داخل الجسم بما فيها حول الكبد والأمعاء والكليتين والعينان. تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يلعب دوراً محورياً في تحمل الجلوكوز وإدارة المناعة المحلية وكذلك تغذية الأعضاء والقنوات الموازية لها مباشرةً. ومع ذلك، مازالت خصائصه وتفاعلاتُه المعقدة تحتاج لمزيدٍ من التحليل العلمي لفهم آليات عمله بدقة كاملة.
في الختام ، تعتبر دراسة أنسجة الجسم الدهني مجال بحث حيوي نظرًا لأثرِها الكبير والصحي الواضح عليها وعلى الصحة العامة للإنسان .