- صاحب المنشور: رؤوف بن زيدان
ملخص النقاش:
بدأ النقاش حول إمكانية استلهام الدروس من تاريخنا الإسلامي المبكر، تحديدًا خلال العصر الجاهلي، بهدف وضع خطة حياة ومجتمع أكثر عدلاً واستدامة في عصرنا الحالي. اعترفت كل مشاركات المناقشة بأهمية هذا النهج، معتبرة أنه يوفر منظورًا ثاقبًا لقضايا الحاضر. إلا أن هناك خلاف حول مدى قابليته للتحويل المباشر إلى الحلول العملية.
أبرزت عزة العروي أهمية الدراسة التفصيلية للصفات الفريدة لهذا النظام السابق، والتي تشمل المساواة في الوصول إلى الموارد وأهمية الأخلاق الحميدة. ومع ذلك، فهي تؤكد أيضًا على ضرورة دمجهما مع الاحتياجات المعاصرة ومعالجة تعقيدات العالم الحديث. بهذا المنظور، سيكون التركيز على التوازن الديناميكي - الذي يحفظ التراث الأصيل ويعترف باحتياجات التغيير - هو الأسلوب الأنسب للمضي قدمًا.
يتفق بهيج الرفاعي مع الرؤية الشاملة لعزة العروي حول أهمية دمج الماضي مع الحاضر، ولكنه يشكك في القدرة المباشرة لأنظمة العصر الجاهلي على التطبيق بدون تغييرات جوهرية. فهو يرى أن سرعة التغيرات العالمية بسبب التكنولوجيا والاقتصاد العالمي تُفرض حاجة لاستراتيجيات جديدة قد لا تأخذها المجتمعات القديمة بالحسبان. يشدد على الحاجة لرؤية مرنة تجمع بين ذاكرتنا المشتركة والحكمة الحديثة لتحقيق نوع مستقبلي جديد من السلام والأمان.
على الجانب نفسه، توضح هاجر اليعقوبي أهمية الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة المتحولة والمتقدمة تكنولوجيًا واجتماعيًا لعالمنا الحالي. تعتقد أن عصر الجاهلية، رغم جمالياته الخاصة، شهد عوامل خارجية وتغيرات داخلية لم يكن أحد يتوقع حدوثها سابقًا. تقترح نموذجًا تدريجيًا قائمًا على قيم المجتمع القديم ولكن باستخدام معايير أكثر حداثة تعمل على ضمان الشمول الكامل والسلاسة التشغيلية. كما تعارض أي محاولة لبقاء الثبات فيما سبق لأنه يؤثر بالسلب على تقدُّم البشرية.
ومن ناحيتها، ترى فرح الشرقاوي أنه يجدر بنا احترام الأصول الإنسانية القديمة حتى لو كانت أقل قدرة مباشرة على حل مشكلتنا الحاضرة. وتؤكد بأن مفتاح نجاح عملية الربط بين الماضي والحاضر يتمثل في القدرة على ترجمة الأفكار التاريخية بطرق ذات صدى حديث.
وأخيراً، تقدم لنا شيرين البصري وجه نظر مختلفة قليلاً، مؤكدة على حاجتنا للاستناد إلى الأدوات المعرفة الجديدة وليس الاعتماد الكامل على أدوات الفترة السابقة من التاريخ. فالبيئة العالمية حالياً أصبحت مجال رقمي بلا حدود مكانية فعلًا لم يعرفها أهل العصور الأولى. لذا فإن مهمتنا تقتضي استخدام تفكير معماري يستخدم أدوات عصره بدلاً من نسخه ولصقه لحلول أخرى.