- صاحب المنشور: أريج الحمودي
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة موضوع دور التعليم في تهيئة الطلاب لمستقبل العمل المتغير، حيث سلط الدكتور جواد الشاوي والأستاذة علاء العياشي الضوء على أهمية زيادة الانغماس العملي والاستقلال الذاتي لدى الطلاب. لكن المدخلات تركزت بشكل أكبر على قضيتين رئيسيتين: قابليّة التعديل والتكيّف في مواجهة سوق العمل الغير ثابت، وإيجاد توازن بين العلم والمعرفة التقليدية والحرية الشخصية.
أشارت الدكتورة وداد بن شعبان إلى أن التعليم القائم على حل المشكلات يُعتبر أداة فعالة لتنمية قدرة الطلاب على التصدي للتحديات المستقبلية غير المتوقعة، وهذا يتماشى مع احتياجات الاقتصاد الرقمي الحديث. ومع ذلك، أكدت على الحاجة إلى صيانة وتكامل الثقافة والتراث التقليدي أثناء هذه العملية. اقترحت دمج الاثنين معًا: استخدام الأدوات الرقمية لنشر وفهم التاريخ والثقافة العميقة للمجتمعات العربية بدلاً من الإبعاد عنهما.
ومن جهته، طرح السيد فتحي الدين الكيلاني شكوكًا حول احتمال ارتفاع مستوى الاعتماد على التكنولوجيا وبالتالي تأثير سلبي محتمل على الروابط المجتمعية والقيم التقليدية. اقترح الجمع المثالي بين نقطتي النظر - الاستفادة من التكنولوجيا لفهم أكبر للتاريخ والثقافة - كحل مبتكر ومربح.
ثم دافعت الأستاذة عبيدة الريفي عن رأي يقول إن دمج التاريخ والثقافة بطريقة رقمية يمكن أن يكون وسيلة مثلى للحفاظ عليهما وتعزيزهما. تقول إن استخدام الوسائط الاجتماعية والأدوات الرقمية الحديثة ليس عدائيًا تجاه العادات القديمة وإنما فرصة جديدة لاستمراريتها ونشرها للأجيال الجديدة.
وعلى الرغم من تأييده الجزئي لفكرة الكزيري البوخاري لاستخدام التكنولوجيا في حفظ الثقافة والتراث، فهو يشعر بالقلق من أن التركيز المفرط على رقمنة كل شيء قد يقوض روابط المجتمع ويؤدي إلى عزلتهم الاجتماعية. يشدد على ضرورة تحقيق توازن حيث لا يتم التركيز فقط على التربية الرقمية ولكن أيضًا التشجيع على استمرارية العادات والتقاليد من خلال التفاعلات الإنسانية المباشرة الأخرى.
وفي ختام مداخلتها، أعربت الأستاذة حنين الأندلسي عن خشيتها من أن يجعل تركيزنا الشديد على العالم الرقمي نفتقد قيمة ونكهة التفاعل الشخصي والعلاقات الاجتماعية التي تعد أساسًا لأخلاقيينا وسلوكياتنا. تؤكد على حاجتنا إلى إعادة توجيه حياة الناس نحو مسارات أخلاقية وسلوكية صحية وهذا أمر يصعب تحقيقه بدون العناصر الواقعية للإنسان.
