- صاحب المنشور: نصوح بن شريف
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي, أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا التقارب الواسع النطاق يمتد حتى إلى قطاع التعليم حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل طريقة التعلم والتدريس بطرق لم يكن أحد ليخيل بها قبل عقدين فقط. هذه الثورة التكنولوجية تحمل فرصاً كبيرة ولكنها تتضمن أيضا مجموعة معقدة من التحديات التي تستحق الاستكشاف.
الفرص المتاحة:
- التخصيص: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجربة تعليمية أكثر شخصية لكل طالب بناءً على نمطه الخاص في التعلم واحتياجاته الفردية. الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم محتوى متدرج الصعوبة ومخصص مصمم خصيصًا لاحتياجات الطلاب المختلفة.
- الحصول على البيانات: يستطيع الذكاء الاصطناعي جمع وتحليل كميات هائلة من بيانات الطالب بطريقة غير ممكنة تماماً بنظام البشري التقليدي. يمكن استخدام هذه المعلومات لتحديد نقاط القوة وضعف كل طالب وتقديم الدعم المناسب لهما.
- الدروس الافتراضية: توفر تقنيات مثل الروبوتات الصوتية وأجهزة المحاكاة الواقع المعزز أو المحسّن بيئات افتراضية غامرة وجذابة مما يعزز عملية التعلم ويجعلها ممتعة أكثر للمتعلمين الأصغر سنًا.
- القدرة على الصمود أمام الأمور الشائكة: قد يساعد الذكاء الاصطناعي في المناطق النائية أو ذات الإمكانيات المالية المحدودة عبر تقديم حلول مبتكرة واقتصادية للتوجيه الأكاديمي الجيد .
التحديات المحتملة:
- الأخطاء البشرية مقابل أخطاء الآلات: رغم كون الآلة بلا خطيئة نسبياً مقارنة بالبشر إلا أنها ليست مثالية أيضاً. هناك حاجة مستمرة لإعادة التدريب والإصلاح عندما ترتكب الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أي نوعٍ من أنواع الخطأ والذي يحدث لو كانت خوارزميتها خاطئة وغير مناسبة لهذا النوع من العمل .
- خصوصية البيانات: يحمل جمع وتحليل كميات ضخمة من بيانات الطلاب مخاطر كبيرة فيما يتعلق بحماية خصوصيتهم وفهم ما إذا كان هذا الوضع ضمن القانون أم لا ، وهل يتم ذلك برضاهم الكامل أم أنه يجبر عليهم ؟
- توظيف المعلمين: مع انتشار الحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر فإن الأسئلة حول تأثير ذلك على وظائف المعلمين تصبح أكثر أهمية خاصة وأن البعض يشعر بأن دور المعلم كمدرب مباشر سيقل بسبب دخول أدوات ذكية جديدة للسوق التعليمي.
- الثقة العمياء: إن الاعتماد الزائد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاكل الموجودة بالفعل داخل النظام الحالي وذلك عندما يفقد الأشخاص ثقتهم بالمؤسسات التربوية الرسمية وينظر إليها بعيون مشوشة مليئة بالتردد والحذر بسبب عدم ثبات نظامها وبقاء شكوك متراكمة داخله منذ زمن طويل بشأن فعاليته وقيمة مساراته الدراسية وما تمثله حقا بالنسبة للحياة العملية بعد إنهائها واستخدام الخطط المقترحة خلال فترة وجودهم تحت مظلتها .
إن عواقب عصر "روبارت" - الذي يشير إلي عالم يغمر فيه الذكاء الاصطناعي كافة مجالات الحياة بدرجة عالية جدًا – ستكون محورية سواء اتخذ شكل مكاسب فوائد جمّة أو عقبات وصعوبات جسام , الأمر يعتمد اساساً علي كيفية تطوير السياسات العالمية الخاصة بهذا المجال وكفاءتها وعلاقتها الإنسانية والنظم الاجتماعية المرتبطة مباشرة بتلك البيئات الحيوية والتي تسمى بالساحات التعليمية .