• صاحب المنشور: أمينة الجنابي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً محورياً في تشكيل الراي العام وتوجيه المواقف السياسية. هذه المنصات تتيح للمستخدمين تبادل الأفكار والآراء بسرعة غير مسبوقة وبشكل عالمي. ولكن مع هذا القدر الكبير من الوصول إلى المعلومات، يأتي تحديات جديدة تتعلق بمصداقية الأخبار وضبط حدة الخطاب السياسي.

تأثير وسائل الإعلام التقليدية مقابل الشبكات الاجتماعية

في السابق، كانت وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون هي المصدر الأساسي للأخبار للجمهور. لكن اليوم، يعتمد العديد من الأشخاص أكثر فأكثر على مواقع مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب للحصول على أخبارهم وأفكارهم حول القضايا الحالية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا عام 2018، وجد الباحثون أنه رغم استخدام شبكة الإنترنت لأغراض متنوعة، فإن الحصول على الأخبار هو أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام الناس لمواقع التواصل الاجتماعي.

التحيز المحتمل على وسائل التواصل الاجتماعي

بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً هائلة للتبادل الحر للأفكار، فهي ليست خالية من المشاكل. أحد أكبر المخاوف هو التحيز الذي قد يحدث بسبب الخوارزميات المستخدمة لتحديد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين. هذه الخوارزميات غالبًا ما تعزز محتواً مماثل لما سبق قمت برؤيته أو التفاعل معه؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقاعات معلوماتية حيث يتم عزلك عن وجهات النظر المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق بشأن انتشار الأخبار الكاذبة والأخبار الزائفة التي يمكن أن تؤثر بشدة على الرأي العام.

دور الأفراد والمؤثرين

تُعتبر الشخصيات المؤثرة عبر الإنترنت قوة مهمة أخرى في تشكيل الرأي العام. سواء كانوا سياسيون محترفون أم نشطاء مدنيين عاديين، يمكن لهؤلاء الأفراد نقل رسائل ضخمة عبر الشبكات الاجتماعية. كما يعكس مدى نفوذ هؤلاء المؤثرين قدرتهم على تحريك الجماهير نحو دعم مواقف معينة أو مقاطعها تماماً. ولذلك، أصبح المجتمع السياسي والعلاقات العامة مهتمة أكثر بالتعامل مباشرة مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الاعتماد بشكل كامل على الوسائل التقليدية لإدارة الصورة الشخصية والتواصل الفعال.

وفي الختام، بينما تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي فرصة فريدة لنشر وإعادة اختراع الرأي العام بطرق غير تقليدية وغير متوقعة، إلا أنها تحتاج أيضاً لإدارة دقيقة لضمان استدامتها كأداة فعالة وموثوق بها لبناء مجتمع مستنير وقادر على اتخاذ قرارات ذات أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة.