الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل القرآن الكريم هدىً ورحمةً للمؤمنين. في مسألة قراءة القرآن بالقلب دون تحريك الشفاه، نجد أن العلماء قد قسموا الذكر إلى ثلاث درجات، كما ذكر الإمام النووي في "الأذكار". الدرجة الأولى هي القراءة بالقلب واللسان معًا، وهي الأفضل لتواطؤ القلب واللسان على الذكر. الدرجة الثانية هي القراءة بالقلب فقط، وهي مقبولة شرعًا، ولكنها أقل فضلًا من الأولى. أما الدرجة الثالثة فهي القراءة باللسان فقط دون قلب، وهي أقل درجات الذكر فضلًا.
فيما يتعلق بقراءة القرآن في الصلاة، فإن الجمهور من العلماء يرى أن القراءة بالقلب فقط لا تكفي، بل يجب أن يكون هناك تحريك لللسان بالتلاوة. قال ابن أبي زيد المالكي في "الرسالة": "القراءة التي يسر بها في الصلاة كلها هي بتحريك اللسان بالتكلم بالقرآن". وهذا يعني أن القراءة بالقلب فقط لا تعتبر قراءة صحيحة في الصلاة.
ومع ذلك، خارج الصلاة، يجوز قراءة القرآن بالقلب دون تحريك الشفاه. قال الإمام النووي: "الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعا". وهذا يعني أن قراءة القرآن بالقلب فقط مقبولة شرعًا خارج الصلاة.
ومن المهم أن نلاحظ أن القراءة بالقلب فقط لا تمنع من القراءة باللسان أيضًا. قال الإمام النووي: "فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل، ثم لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من أن يظن به الرياء". وهذا يعني أن الجمع بين القراءة بالقلب واللسان هو الأفضل، حيث يواظب القلب واللسان على الذكر معًا.
وفي الختام، يمكن القول إن قراءة القرآن بالقلب دون تحريك الشفاه مقبولة شرعًا خارج الصلاة، ولكنها أقل فضلًا من القراءة بالقلب واللسان معًا. وفي الصلاة، يجب أن يكون هناك تحريك لللسان بالتلاوة. والله أعلم.