- صاحب المنشور: نرجس بوهلال
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدامنا للتكنولوجيا في حياتنا اليومية، أصبح من الضروري استكشاف التأثيرات المحتملة لهذه التقنيات الحديثة على صحتنا العقلية. يشمل هذا الموضوع مجموعة واسعة من القضايا التي تتراوح بين الإدمان الرقمي إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مشاعر الفرد تجاه الذات والثقة بالنفس. سنستعرض هنا بعض الوجهات النظر الرئيسية حول هذه المسألة الحساسة.
الأبعاد الإيجابية للاتصال الرقمي والصحة النفسية
على الرغم من الشائعات المنتشرة حول الدور السلبي للتكنولوجيا، إلا أنها قد توفر أيضاً طرقاً داعمة للأفراد الذين يعانون من حالات صحية عقلية معينة. يمكن للمحادثات عبر الإنترنت وكافة أشكال الاتصالات الرقمية تقديم بيئة أكثر راحة لأولئك الذين يكافحون للتعامل مع الضغوط الاجتماعية أو الخجل علناً. كما تسمح لهم بالتواصل مع الآخرين ذوي التجارب المشابهة في مجموعات دعم افتراضية ومجتمعات رقمية متخصصة.
إدمان التطبيقات والتكنولوجيا
في المقابل، هناك جانب آخر مثير للقلق وهو مخاطر الإدمان الناجمة عن التفاعل المستمر مع الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية وغيرها من الأدوات المتصلة بالإنترنت طوال الوقت. فقد أدى ذلك بالفعل إلى ظهور مصطلحات مثل "الإدمان الرقمي" كجزء من تشخيص اضطراب الاستخدام المرضي الجديد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية عام ٢٠١٩ ضمن دليل تصنيف الأمراض الدولي(ICD). يسلط هذا الجانب الضوء على الحاجة الملحة لبناء وعيك العام وتوعية الشباب والآباء بالمخاطر المرتبطة بالسلوكيات المدمرة لنظمهم البيولوجية واستقرارهم النفسي.
دور الشبكات الاجتماعية وصورة الجسد
تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي واحدة من أهم المنصات المؤثرة بشكل عميق على نظرتنا لذواتنا وثقتنا بأنفسنا. غالبا ما يتم عرض تعليقات غير دقيقة حول جمال الجسم المثالي والحياة المثالية مما يؤدي لتولد الشعور بالإحباط وعدم الكفاية مقارنة ببقية الأشخاص الموجودين داخل تلك البيئة الافتراضية. لذلك بات واضحا ضرورة التركيز التعليمي المتعلق بفهم ظاهرة التحريف الواقعي وتحسين المهارات اللازمة لمواجهة المعلومات الزائفة حتى نساعد مستخدمينا الصغار والكبار كذلك للحفاظ على سلامتهم العاطفية والعقلانية أثناء رحلاتهم عبر العالم الواسع لهذه المواقع الشهيرة عالميا!
وفي نهاية المطاف، فإن مفتاح التعامل المفيد والفائدة القصوى لكل جوانب الحياة الرقمية يبقى دوما لدى الأفراد أنفسهم. فهم بحاجة لإدارة وقتهم جيدا وإطلاق العنان لعوامل دافعتهم الداخلية نحو تحقيق توازن صحي بين احتضان الفرص والمخاطر الموجودة بهذه الرحلة الغنية والمعززة للإنسان الحديث والتي تعد بملايين الاحتمالات الجميلة ولكنه أيضا تحمل مسؤوليتها المصاحب لها...