عملة ألمانيا: اليورو رمز الاستقرار والأهمية الاقتصادية

في قلب القارة الأوروبية، تعيش جمهورية ألمانيا الاتحادية نهضة اقتصادية ملحوظة، ويعكس ذلك اختيارها للعملة الموحدة، وهي اليورو. رسمياً، اليوم 1 يوليو/تمو

في قلب القارة الأوروبية، تعيش جمهورية ألمانيا الاتحادية نهضة اقتصادية ملحوظة، ويعكس ذلك اختيارها للعملة الموحدة، وهي اليورو. رسمياً، اليوم 1 يوليو/تموز 2023، يعد اليورو العملة القانونية الوحيدة لدى السكان الذين يفوق عددهم الثمانين مليون نسمة. يعود سبب اعتماد اليورو إلى رغبة الحكومة الألمانية في تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة الأوروبية وبالتالي تحقيق الاستقرار السياسي والمالي المشترك.

باعتبارها الراعية الأولى لاستخدام اليورو جنباً إلى جنب مع أحد عشر دولة مؤسسة أخرى سنة ٢٠٠٢ ميلادية، تتشكل هيكلية نظام اليورو حول توقيع اتفاقيات محكمة فيما بين تلك الدول تضمن الاحتكام لقوانين مشتركة بشأن أسعار الفائدة والسندات وعملة واحدة لكل منهم. كما تعمل مجموعة البنك المركزي الأوروبي ومقره في العاصمة الفرنسية باريس تحت إدارة الرئيس جيروين دراجي كمورد موحد لتنظيم واستقرار سعر صرف العملة الجديدة أمام باقي العملات العالمية خاصة مقابل الدولار الأميركي المعروف بأنه الأكثر قوة وانتشار عالميًا حتى الآن.

أما الرمزان الخاصان بهذه الوحدة النقدية فهم €€ ، وقد قام بتصميمهما الفنان البلجيكي ألآن بيلات وهو عبارة عن خطوط متوازية مستمدة حرف εpsilon ('ε') الخاص بالألفباء الروماني القديم والذي يشير للحضارات القديمة الغربية والإغريقية والعصور الوسيطة المختلفة عبر التاريخ . بالإضافة لذلك يوجد نوعان رئيسيان لهذة المقايضات : الشرائط المعدنية ذات القيمة المنخفضة مثل سنت واحد وسنتان وخمس سنات وأخرى ورقية أعلى قيمة منها بما فيها الخمس والخمسون والمائة والثلاثمئة والخمسمئة والشخصان وكذلك الخامسون أي خمسمائة ريال.

ومن الناحية العملية فقد نجحت سياسات مصرف البحوث النقدي اتحادي ألماني "Bundesbank" – الواقع بمقاطعة فرانكونيا جنوب غربي برلين– بكفاءتها العالية بإدارة عمليات طباعة وحفظ الكميات الضخمة المستهلكة يومياً لهذه الفواتير الملونة الدالة على مختلف حقبات عصفت بها اوروبا خلال القرون الأخيرتين بدءاً من القرن الثاني عشر وصولاً لما قبل الحرب العالمية الثانية امتداداً للعصر الحديث المبهر الذي شهد اندلاع العديد من المؤتمرات الدولية الهامة لحل قضية التقارب والتجانس داخل حدود الدولة الوليدة حديثاً وما صاحب ذلك من جهود تبادل رؤوس أموال وأشكال التجارة الأخرى مما ترك بصمة واضحة جداً سواء عند مواطني الوطن الام نفسه أو غيرهم ممن يقصدونه بغرض السياحة والاستثمار والاستجمام وغيرها الكثير الكثير...

وفي حين يبدو الأمر وكأن الأمر محدود ضمن الحدود الداخلية فقط إلا أنه بالفعل هناك تأثير كبير للأحوال السياسية المحلية والدول المجاورة لها أيضاً فلو نظرنا مثلاً الى العلاقات التجارية القائمة حالياً بين فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ستجد بكل تأكيد ان جميع التعاملات تجرى باستخدام نفس الجهاز المصرفي الموحد ذاته بغض النظر عمّا إذا كانت الأخيرة تابعة فعليا لساحة نفوذ بروكسل نفسها أم أنها مستقلة تماما عنها وهذا دليل واضحعلى مدى جديتها تجاه بناء مجتمع سليم عابرللجغرافياالقوميه.

وبالتأكيد لن يكشف المستقبل المزيد من المفاجآت بالنسبة للدينار لكن بالتأكيد سيظل دائماً أحد المكونات الجذرية لتكوين الشخصية الثقافية العملاقة الحافلة بالحركة والكثير من الرؤى البشرية الرائدة للغاية!


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات