تعتبر "اللحوح"، واحدة من الأطباق الشعبية التقليدية التي تحتل مكاناً مميزاً في تراث الطعام العربي القديم، وهي تتجذر عميقاً في تاريخ المنطقة وتقاليدها الغذائية. هذا الطبق ليس مجرد وجبة يومية عادية؛ بل هو رمز للحياة اليومية للمجتمعات العربية القديمة ووسيلة للتعبير الثقافي والتواصل الاجتماعي بين الأفراد.
في جوهر الأمر، اللحوح عبارة عن طبق بسيط ولكنه غني بالذكريات والعادات المحلية. يتم إعداده بشكل أساسي من العدس والحبوب الأخرى مثل الشوفان والقمح المنقوع مسبقًا. هذه المكونات تنقع طوال الليل لتسهيل عملية الهضم عند تناولها كوجبة رئيسية. بعد النقع، يتم طبخ الخليط مع بعض البهارات التقليدية كالكمون والشمر والفلفل الأسود، مما يمنحه نكهة فريدة ومميزة.
أصول اللحوح تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، حيث كانت النساء العربيات يستخدمنها كمصدر غذائي سريع التحضير خلال فترات الجدب والجفاف عندما تكون المياه الزراعية قليلة. كما كانت تستخدم أيضاً في المناسبات الدينية والأعياد كتقديم هدية للضيوف وزوار المنزل. بالإضافة إلى ذلك، كان يُعتقد أنها توفر الطاقة اللازمة للسفر لمسافات طويلة بسبب محتواها العالي من البروتين والألياف.
مع مرور الوقت، تطورت تقنية تحضير اللحوح لتصبح جزءاً أساسياً من الوجبات اليومية للأسر الريفية والشعبية. حتى الآن، ظل هذا الطبق يحتفظ بتقديره الكبير كنظام غذائي متكامل يمكن تقديمه بمفرده أو كجزء من مجموعة متنوعة من الأطباق الجانبية المختلفة.
على الرغم من بساطته الظاهرية، إلا أنه يحمل الكثير من الحكمة والنصائح الصحية التي ورثتها الأجيال عن أسلافنا الذين عرفوا قيمة الغذاء الصحي والمغذّي. لذا، فإن استعراض طريقة "اللحوح" ليست فقط للاستمتاع بنكهته الفريدة ولكن أيضا لإحياء ذكرى تقاليدنا وثقافتنا الغذائية العريقة.