- صاحب المنشور: إيناس بن عيشة
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم انتشارًا واسعًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي. هذه المنصات التي توفر للأفراد القدرة على مشاركة الأفكار والتجارب مع الآخرين حول العالم قد غيرت الطريقة التي نتواصل بها بشكل جذري. لكن بينما نعترف بالفوائد العديدة لهذه الأدوات، إلا أنه أصبح هناك اهتمام متزايد بمدى تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة العقلية، وبشكل خاص بين الشباب الذين يعتبرون الأكثر استثمارا في عالم الإنترنت.
وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مصدر للإيجابيات والنكسات النفسية.
من الجانب الإيجابي، تتيح هذه الوسائط للشباب فرصة للتعبير عن الذات بطرق لم تكن ممكنة من قبل. أنها تسمح لهم بأن يشعروا بأنهم جزء من مجتمع أكبر وأن يبحثوا عن الدعم خلال الأوقات الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، توفر فرصاً للتعلم واكتساب المهارات الجديدة عبر الوصول إلى محتوى معرفي متنوع ومشاركة الخبرات التعليمية.
التأثيرات السلبية
ومع ذلك، تحتوي وسائل التواصل الاجتماعي أيضا على جوانب سلبيّة عديدة ربما تؤثر بشدة على الصحة العقلية للشباب. أحد أهم المشاكل هو المقارنة المستمرة والمستمرة وغير الصحية للحياة الخاصة بالمستخدمين مع حياة الآخرين كما يتم تصويرها عبر الانترنت. هذا النوع من المقارنات غالبا ما يؤدي إلى الشعور بالغيرة والحسد وانخفاض الثقة بالنفس. أيضا، التفاعل الافتراضي قد يعزز الفردية والعزلة الاجتماعية الحقيقية مما يخلق جوّاً من الوحدة والشوق للمزيد من التفاعلات الشخصية الحقيقية.
أبحاث حديثة تشير إلى علاقة مباشرة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي المتكرر والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب. الدراسات وجدت أن الزيادة الكبيرة في الوقت الذي يقضيه الأشخاص أمام الشاشات الرقمية ترتبط بمعدلات أعلى من السلوك الانتحاري والفكر السوداوي. وهذا ليس مفاجئاً نظراً لأن العديد من المنصات تُفضل المحتوى المحفز عاطفياً والذي ينتج عنه هرمون الاستجابة للتوتر "الكورتيزول". زيادة مستويات هذا الهرمون فوق الحد الطبيعي يمكن أن تساهم في مشاكل صحية نفسية جسدية طويلة الأجل.
الحلول الممكنة
بالنظر إلى هذه الحقائق، فإنه من الواضح حاجتنا لمعالجتها بحذر وفهم عميق. الحلول المطروحة تتضمن تعليم الأطفال والشباب كيفية التعامل مع الضغوط الناجمة عن وسائل الإعلام الحديثة. هذا يمكن أن يشمل تعزيز مهارات إدارة الوقت المناسبة وتحديد توقعات واقعية بشأن الحياة الواقعي مقابل الحياة الظاهرية عبر الإنترنت. بالإضافة لذلك، التشجيع على النشاط البدني خارج نطاق الشاشة وكذلك بناء العلاقات المجتمعية الحقيقية مهم للغاية لتحسين الصحة العقلية العامة.
ختاميًا:
إن فهم التأثير النفسي لوسائل التواصل الاجتماعي أمر ضروري اليوم أكثر منه بالأمس. رغم الجوانب الإيجابية لهذه التقنية الجديدة، فإن الآثار السلبية تحتاج لحلول عملية ومتكاملة تمكننا من تحقيق توازن أفضل واستخدام فعال لهذه الأدوات بدون المساس بصحتناالعقلية والجسدية.