- صاحب المنشور: إحسان الدرقاوي
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتنوع والمليء بالتكنولوجيا الرقمية، يصبح تخصيص التعليم قضية حيوية. هذا النوع من التعليم يهدف إلى تصميم البرامج الدراسية والأدوات التعلمية لتلبية احتياجات كل طالب على حدة، مع التركيز على نقاط قوته وتعزيزها وبناء قدرات جديدة لديه حسب حاجاته الخاصة. ولكن كيف يمكن تحقيق التوازن بين هذه الفكرة الإيجابية للتخصيص ومن جهة أخرى ضمان المساواة للجميع؟
الفوائد المحتملة لتخصيص التعليم
- تحسين الأداء الأكاديمي: عندما يتم تصميم خطط تعليم فردية بناءً على نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، فإن ذلك يؤدي غالباً إلى تحسن ملحوظ في أدائهم الأكاديمي. بعض الدارسين يستجيبون جيداً للأسلوب التقليدي للمناهج بينما البعض الآخر قد يحتاج لمنهج أكثر مرونة أو تركيزاً أكبر على مهارات محددة.
- زيادة الاهتمام بالتعليم: البيئة التعليمية المكيفة خصيصياً لكل طالب تشجع على مشاركة أكبر وتفاعل أكثر مع المواد التعليمية مما يعزز الحماس والإقبال على التعلم لديهم.
- بناء ثقة بالنفس: شعور الطالب بأن النظام التعليمي يفهمه ويعترف بنقاط قوته يزيد من ثقته بنفسه وقدراته.
تحديات تحقيق توازن مع المساواة
- التكلفة: تطبيق نظام تعليم مخصص يتطلب موارد كبيرة مثل وقت المعلمين وجهد البحث والتقييم الواجب القيام به قبل وضع الخطط الشخصية لكل طالب. وهذا قد يشكل عبئاً مالياً كبيراً خاصة بالنسبة للمؤسسات التعليمية العامة التي تعمل ضمن حدود مالية مقيدة.
- الوصول العادل: بدون وجود دعم مالي كافٍ لتوظيف عدد مناسب من المعلمين المدربين ذوي المهارات اللازمة لإدارة برامج التعليم المخصص، هناك خطر عدم توفر الوصول لهذه الخدمة عادلاً لكافة الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية.
- مخاطر الاستغلال: إذا لم يكن هناك تنظيم صارم للنظام الخاص بتخصيص التعليم فقد يحدث استغلال حيث ينصب التركيز على تطوير مواهب بعض الطلبة دون غيرهم وبالتالي لا يحصل جميع الأطفال على نفس الفرصة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة والحصول على أساس متكامل للمعارف الأساسية.
الحلول المقترحة للحفاظ على المساواة أثناء التطبيق العملي لتخصيص التعليم
- استخدام الأدوات الرقمية: إنشاء منصات تعليم رقمي قابلة للتكيف تسمح باكتشاف الاحتياجات الفردية بسرعة وكفاءة وتوفير مسار تعلم مصمم وفق تلك الاحتياجات. بالإضافة لذلك، تساهم البرمجيات الذكية في تقليل الحاجة للإشراف اليدوي من طرف معلم بشرى والذي يعد عامل تكلفة رئيسي في عملية تقديم خدمات تعليم شخصية فعالة ومستدامة.
2. التدريب المستمر للمعلمين : تزويد المعلمين بأحدث الأساليب التربوية الحديثة وأساليب تدريس مبتكرة تعتمد على فهم عميق لفروقات التعلم المتعددة داخل الصف الواحد حتى يتمكنوا من تقديم نهج تعليم شخصي فعال لكل طالب ويتجنب أي انحياز غير مقصود نحو نوع معين من طرق التعلم .
3. زيادة الجهود الحكومية والدعم المالي : يجب على المؤسسات المالية الوطنية والجهات الراعية للاستثمار الاجتماعي العمل سوية لتقديم مزيد من الدعم المادي والبنية التحتية الضرورية لتنفيذ سياسات واسعة النطاق تتعلق بإعادة هيكلة القطاع العام بهدف جعل نظام التعليم أكثر قدرة وقدرتين .
بتطبيق هذه الخطوات بعناية ،يمكننا تحقيق هدفنا وهو خلق بيئات تعليم جماعي متنوعة تُحفّز الأفراد بطرق مختلفة لكنها تجتمع أيضاً حول رؤية مشتركة وهي خدمة المجتمع وتحقيق الإنصاف عبر تمكين الجميع وفتح باب الرحمة والاستيعاب أمام اختلاف التجارب الإنسانية المختلفة .