- صاحب المنشور: أحلام بن شقرون
ملخص النقاش:تعيش المجتمعات المعاصرة ثورة رقمية غير مسبوقة أثرت على جميع جوانب الحياة اليومية، ومن بين أهم هذه الجوانب هي كيفية تواصل الأفراد وتلقيهم للمعلومات. يُعدّ الإعلام الجديد أحد أهم الآليات التي شكّلت وتستمر بتشكيل آراء الجمهور حول القضايا الرئيسية.
من جهة، يوفر الإنترنت والوسائل الإلكترونية الأخرى فرصة فريدة للوصول إلى جماهير واسعة بسرعة كبيرة وبموارد أقل مقارنة بالإعلام التقليدي. هذا الأمر يعزز حرية التعبير ويسمح بمشاركة مختلف وجهات النظر مما يساهم في بناء رأي عام أكثر تعقيدًا ومتنوعًا. يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً كأداة قوية للتثقيف والتوعية بالقضايا المحلية والدولية.
التحديات والحلول
إلا أنه مع الفوائد العديدة للإعلام الجديد، هناك العديد من التحديات المرتبطة به أيضًا. انتشار الأخبار الكاذبة ("fake news") أصبح ظاهرة خطيرة تؤثر بشدة على موثوقية المحتوى المنشور عبر الأنترنت. كما يشهد العالم حالة من الافتراق السياسي والأيديولوجي المتزايد بسبب الاختلاف الكبير في الاستقطاب للأخبار حسب المصدر الذي يتبعونه.
لحل مثل تلك المشكلات، يجب التركيز على ثلاثة محاور رئيسية:
1. التعليم والتوعية
- توفير دورات تعليمية لتعريف المستخدمين بطرق التحقق من مصداقية المعلومات قبل تصديقها أو مشاركتها.
2. الشفافية والمصداقية
- تشجيع المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي على وضع سياسات واضحة تتعلق بالمحتويات الخبرية وأخلاقيتها لتجنب نشر الأكاذيب.
3. البحث العلمي
- استخدام الأساليب العلمية لدراسة تأثير الإعلام الجديد على الرأي العام بشكل أفضل وفهم ديناميكيات ذلك التأثير.
في النهاية، رغم التحديات الواضحة، فإن دور الإعلام الجديد كعامل مؤثر بقوة على تشكيل آراء الناس مستقبلاً أمر أكيد. إن هدف تحقيق توازن صحيح بين الحرية والإشراف سيضمن استمرار تطوير هذه الوسيلة الحديثة دون المساس بعملية صنع القرار الديمقراطي لدى الشعوب.
