- صاحب المنشور: هادية بن يوسف
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع، أصبح للتكنولوجيا تأثير هائل ومباشر على مختلف جوانب حياتنا، منها الصحة النفسية. من جهة، قدمت التكنولوجيا خدمات عديدة مفيدة مثل الوصول إلى المعلومات الصحية، التواصل مع الأطباء عبر الإنترنت، وتوفير أدوات للتنظيم الذاتي للأمراض المزمنة. ومن الجهة الأخرى، يمكن أن تتسبب في زيادة القلق والتوتر والإدمان الرقمي. هذا الارتباط بين التكنولوجيا والصحة النفسية يحمل معه مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى التدقيق والاستجابة المناسبة.
التأثيرات الإيجابية المحتملة
- تحسين الوصول إلى الخدمات: توفر المنصات الرقمية فرصاً أكبر للحصول على المشورة الطبية والنفسية بغض النظر عن موقع الفرد أو الظروف الاجتماعية-الاقتصادية. تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية الخاصة بالصحة العقلية تقدم موارد تعليمية وأدوات إدارة للمشاكل المختلفة المرتبطة بصحة الإنسان العقلي والجسدي.
- التواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط المجتمعية: رغم أن الاستخدام الزائد لهذه الأدوات قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية، إلا أنه عندما يستخدم بشكل مدروس، يستطيع الأشخاص بناء علاقات جديدة والحفاظ عليها حتى وإن كانوا يعيشون بعيدًا جغرافيًا.
- الدعم النفسي عبر الإنترنت: مواقع الدعم والمنتديات الإلكترونية تزود الأفراد بمجتمع افتراضي حيث يمكنهم مشاركة تجاربهم ومعرفة كيفية التعامل مع مشاعرهم. هناك أيضًا العديد من البرامج العلاجية عبر الإنترنت والتي أثبت بعضها فعاليته في علاج حالات الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية الشائعة.
التحديات والتأثيرات الضارة المحتملة
- الإدمان الرقمي وضغط الشبكات الاجتماعية: قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يرتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض مستويات التركيز والأرق وصعوبات النوم. بالإضافة لذلك، ضغط مقارنة الذات بأشخاص آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في ظهور أعراض مثل عدم الثقة بالنفس والشعور بالحزن المستمر ("السوشيال ديبريس").
- العوامل الأمنية والخصوصية: استخدام البيانات الشخصية لأهداف غير أخلاقية أمر شائع ومتزايد خاصة فيما يتعلق بالتوصيات الإعلامية وأشكال أخرى من التحليل الشخصي الذي قد يحفز تصرفات فردية بطريقة غير صحية نفسياً وجسديا.
- الفجوة الرقمية وفوارق القدرة على الوصول: بينما تتمتع البلدان الغنية بالموارد بتقديم حلول رقمية متطورة لصالح مواطنيها، فإن البلدان الفقيرة تواجه نقصاً كبيراً في هذه الحلول بسبب محدوديتها المالية والبنية الأساسية لتلك التقنيات الجديدة. وهذا يشكل فجوة كبيرة تؤثر بشكل كبير على الفرص العلاجية والعناية العامة بالأفراد الأكثر احتياجا لها.
توصيات وتدابير وقاية محتملة
* التثقيف حول استدامة الوقت: تشجيع الناس على تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الرقمية بحيث يتم تقويم العمل اليومي بين العالم الحقيقي والمستوى الإلكتروني من الحياة لنضمن الاستقرار النفسي للجسم والروح.
* إعادة صياغة المفاهيم ذات الصلة باستخدام الشبكات الاجتماعية: يجب إعادة تعريف المعايير الثقافية لمحتوى الصورة والفيديوهات مما يسمح بإظهار الواقع كما هو بدون الكثير من التصنيع لتحقيق هدف "الشعبية". فالتركيز المبالغ فيه على صورة مثالية للنجاح والسعادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من مستوى المقارنات السلبيه ويضع عبئا ثقافيا اجتماعيا مضادا للعافية النفسيه .
* زيادة حرية الاختيار بالنسبة للفئات السكانية المهمشة: دعم تطوير سياسات تحقق تكافؤ الفرص الرقمية لكل قطاعات المجتمع بما فيها الأقليات الاقتصادية والجغرافية وذلك لضمان خيارات موسعة للرعاية الصحية المثلى وبما يناسب الاحتياجات الفريدة للسكان المختلفين الذين سيجدون بذلك طريقهم نحو حياة أكثر راحة واسترخاء وروحية بصرف النظر عن الخلفية social–economic background الخاص بهم.