- صاحب المنشور: لطفي بن يعيش
ملخص النقاش:
تناولت المناقشة قضية مؤثرة للغاية تتعلق بتطور تكنولوجيات التعليم واسهاماتها المتزايدة في إعادة تشكيل نظام التعليم التقليدي. بدأ الحوار بفكرة مفادها بأن التكنولوجيا قد تؤدي إلى اندثار أساليب التدريس التقليدية بسبب قدرتها المحتملة على استبدال المعلمين باستخدام الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من الاعتراف بالإمكانات الواعدة التي توفرها التكنولوجيا لتحسين تجربة التعلم، فقد برزت أصوات مختلفة تدافع بقوة عن قيمة "العامل البشري" في العملية التعليمية.
تشدد العديد من المشاركين على عدم وجود بديل مقنع لعناصر بشرية جوهرية كالرحمة، التواصل الشخصي، الفهم العميق لحالات الطلبة الفردية، والمشاركة العقلانية والوجدانية اللازمة لبناء شخصية المتعلم وشغفه بالمعرفة. ومن الأمثلة الشهيرة لهذا المنطق قول أحد المعلقين: "... يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم المعلومات بفعالية ولكنّه بعيدٌ جدّاٌ عن القدرةَ على إدراك حاجات طلابه المختلفة وضمان نموهم الشامل..." ويضيف آخر لاحقاُ قائلا: "إنّ الفن والإحساس الإنساني هم روح التعليم الذي لا يمكن تجاهله".
وعلى الجانب الآخر، هناك تواجد لرؤية أكثر تفاؤلية تعتبر التكنولوجيا جزءآً مكمل وليس منافسا للمعلم, موضحة أنها قادرة على مساعدة المعلمين في أدائهم الوظيفي وتوفير وقت أكبر للاستجابة لاحتياجات كل طالب. وبحسَب هؤلاء، فإن الجمع بين القدرات البشرية الرائعة والتقدم التكنولوجي الجديد سيتيح لنا تحقيق أفضل نتائج تعليمية محتملة. وفي النهاية يشدد جميع الأفراد على أهمية التحكم العاقل فى استخدام تلك الأدوات الجديدة للحفاظ على مصالح الطالب الأساسية والنابعة من رعاية معلم صادق ومتفاعل معه. لذا فإن الغاية القصوى تتمثل فيما وصفته إحدى المساهمات بانها:"...تنسيق مثالي بين الانسان والتكنولوجيا يحقق افضل خدمة تعليمية ممكنة"(traduction) .
هذا الحوار مليء بالأفكار المشوقة وينصف كلا الفريقين فيه مداخلات بناءة وطموحات مشتركة تسعى لصياغة منظومة تعليم عالم ثالث عصرى مبني علي أسس متينة تجمع بين الأصالة الحديثة الحديثة والسياقات الثقافية للأجيال التالية وفق رؤى شاملة تتسم بالحكمة والنزاهة والحياة العملية .