- صاحب المنشور: كمال السيوطي
ملخص النقاش:
### حقائق غير معروفة حول تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية
مع تطور العالم الرقمي وتغلغله في حياتنا اليومية، أصبح من الضروري دراسة الآثار الجانبية لهذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا. بالتأكيد، يمكن للتكنولوجيا أن توفر لنا العديد من الفوائد، لكن هناك جوانب مظلمة قد تؤثر سلباً على صحتنا العقلية والنفسية، خاصة إذا تم استخدامها بطريقة خاطئة أو دون تنظيم. سنستكشف بعض الحقائق الغير معروفة حول هذه التأثيرات المحتملة في هذا المقال.
- العزلة الاجتماعية: واحدة من أكثر الظواهر شيوعاً هي زيادة الشعور بالإحباط والوحدة بين الأفراد الذين يقضون الكثير من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية. الدراسات تشير إلى أنه حتى لو كان الشخص متصلًا رقميًا مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، فإن التواصل الحقيقي وجهاً لوجه يظل ضرورياً للحفاظ على العلاقات الصحية والعاطفية الجيدة. القضاء الزائد على التفاعلات الواقعية يؤدي غالباً إلى مشاعر الوحدة والعزلة النفسيّة، مما يساهم في ظهور حالات مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري وغيرها من المشكلات النفسية الأخرى.
- التوتر الناجم عن العمل:: العمل باستخدام الأجهزة الرقمية له جانب سلبي ليس مفهومًا تمامًا لدى الجميع وهو التوتر المستمر الذي ينشأ نتيجة "ثقافة البريد الإلكتروني". الرسائل الواردة عبر الإنترنت تطالب باستمرار بتقديم ردود فورية؛ وهذا بالطبع يخلق بيئة عمل قاسية ومتطلبة للغاية مما يتسبب في مستويات عالية من التوتر والإجهاد الذهني والجسدي.
- اضطرابات النوم ومشاكل الصحة العامة: تعرض العين للضوء الصادر من الشاشات قبل النوم مباشرة - سواء كانت شاشة الهاتف المحمول أو الحاسوب أو التلفاز - يؤثر بشدة على جودة نوم الفرد وبالتالي صحته الكلية. الضوء الأزرق المنبعث منها يحفّز الدماغ ويمنع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. لذلك، يجب الحد من الاستخدام الليلي لهذه الأجهزة قدر الإمكان والحصول على فترات راحة مناسبة أثناء النهار.
- تأثير وسائل الإعلام الاجتماعي: تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مصدر جذب كبير ولكن لها أيضًا آثار جانبية سلبية عديدة تتعلق بصحتنا العقلية. المقارنة غير الصحيحة للأوضاع المعيشية والمادية والصحة بين المستخدمين المختلفين وما يُظهرونه للعالم الخارجي يمكن أن يؤدي للشعور بالنقص والقيمة الذاتية المنخفضة بالإضافة لمسببات أخرى كالاكتئاب والقلق العام.
- الألعاب العنيفة والأثر السلبي عليها: ألعاب الفيديو التي تحتوي على مواضيععنيفة يمكن أن تغرس أفكارا عدوانية داخل عقول اللاعبين،خاصة الأطفال والشباب حيث تكون عقلهم لاتزال قابلة للتوجيه والتغييربشكل أكبر. وقد أدت عدة حوادث جرائم قتل ترتكب بواسطة أشخاص أصيبوا بأفكار انتقامية وتعصب بعد لعبه مثل تلك الأنواع لألعاب لفترة طويلة وعلى نحو منتظم .
في النهاية، باعتبارنا جزءاً أساسيا ضمن عالمنا الاعتمادي بشكل ملفت للتكنولوجيا, يجب إدراك كلتا الوجهتين–الإيجابي والسلبى-. تعزيز تقنيات التعامل مع التقنية بطرق فعالة وأخذ وقت مناسب للاستراحة بعيدا عنها أمر حيوي لصيانة الصحة النفسية لدينا واستمتاع بمزايا الابتكار المتوفر حاليا بدون الوقوع فيما هو ضار بها أيضاً .إن الانضباط الذاتي والمعرفة الجيدة بكيفية استعمال الاجهزة الرقمية ستساعد بلا شك بالحفاظعلى توازن جيد وصحة دائمة لما تقدمه التقانة الحديثة من مسارات متنوعة لاستخداماتها المفيدة والتسلية لنحرص دوماً بأن نحافظ بأن تبقى تجربة ايجابية وآمنة لنا جميعًا .