- صاحب المنشور: نادين بن داوود
ملخص النقاش:يُعدّ مجال الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التطورات ثورية خلال العقود الأخيرة، ولكنه يأتي مصحوباً بتعقيدات أخلاقية عميقة. مع تزايد اعتماد المجتمع على الأنظمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإن القضايا المتعلقة بكيفية تصميم هذه النماذج وتنفيذها وأثرها الاجتماعي والأخلاقي تصبح موضوع نقاش جاد ومتعدد الأوجه.
أولى المشكلات هي مشكلة التحيز والتمييز. قد تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بنسخ وتحليل البيانات التي يتم تدريبها عليها، وهذا يعني أنها يمكن أن تتضمن تحيزات غير مقصودة موجودة بالفعل في تلك البيانات. هذه الظاهرة معروفة باسم التحيز العددي. هذا النوع من التحيز يمكن أن يؤدي إلى نتائج ظالمة أو مضللة خاصة فيما يتعلق بمجموعات اجتماعية محددة مثل الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية.
القرارات الذاتية
مشكلة أخرى مرتبطة بالأخلاقيات الصناعية تتمثل في القدرة المتنامية للأنظمة ذات التعلم العميق على اتخاذ القرارات بشكل مستقل. بينما يعتبر البعض هذا الأمر تقدماً هائلاً في الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه أيضاً يثير مخاوف بشأن المسؤولية. من سيتحمّل مسؤولية القرارات الضارة المحتملة لهذه الروبوتات؟ هل يجب وضع قوانين جديدة لتنظيم استخدام هذه التقنية؟
خصوصية البيانات والاستخدام الأمثل لها
تتطلب عمليات التدريب الأساسية للذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من البيانات الشخصية. كيف نحافظ على خصوصية الأفراد أثناء جمع واستخدام بياناتهم لتدريب هذه الأنظمة؟ بالإضافة إلى ذلك، هناك تساؤلات حول الاستخدام المحتمل لهذه الخبرات المكتسبة - مثلاً، كيف نمنع تعريض الحياة الخاصة للأفراد للخطر بسبب الوصول العام إلى المعلومات المتاحة عبر الذكاء الاصطناعي؟
الوظائف البشرية والمستقبل المهني
وأخيراً وليس آخراً، أثارت روبوتات الذكاء الاصطناعي جدالات حوله آثارها الاقتصادية. مع زيادة الاعتماد على العمالة الرقمية، قد تشهد بعض الوظائف تقليصًا ملحوظًا، مما يطرح أسئلة مهمة حول كيفية دعم الأشخاص الذين سيكونون خارج سوق العمل نتيجة لذلك وكيف سنضبط اقتصادات الدول لمواجهة تغيرات بهذا الحجم.
هذه النقاط وغيرها الكثير تشكل جزءاً أساسياً من المناقشة الدائرة حالياً حول الأخلاقيات المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي. إنها دعوة للاستمرار في البحث والنظر المستمر لحماية الإنسانية والفوائد الإنسانية من أي ضرر محتمل ناشئ عن تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
