- صاحب المنشور: نور الدين بن لمو
ملخص النقاش:
تغير المناخ أصبح ظاهرة عالمية ذات آثار اقتصادية جذرية تتطلب استراتيجيات معاصرة للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة. يواجه العالم اليوم مخاطر متزايدة بسبب الأحداث الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والحرائق، والتي تؤثر بشكل مباشر على الصناعات الزراعية والثروة الحيوانية والصناعات البحرية والبنية التحتية وغيرها. هذه التأثيرات ليس لها عواقب بيئية فحسب، بل أيضًا تبعات اقتصادية كبيرة.
**الأثر السلبي لتغير المناخ على القطاعات الرئيسية:**
- الزراعة: يعد قطاع الزراعة واحدًا من أكثر القطاعات تأثراً بتغيرات المناخ. يمكن أن يؤدي تغير درجات الحرارة إلى انخفاض إنتاج المحاصيل وتغيير موسميتها، مما يتسبب في عدم الاستقرار الغذائي وأسعار مرتفعة للمواد الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الأمطار الغزيرة وشدة الأعاصير والعواصف الرملية في خسائر هائلة للأراضي والموارد الطبيعية، كما حدث مؤخراً في العديد من مناطق العالم.
- الصناعة: تعتمد الكثير من الصناعات على موارد طبيعية حساسة للتغيرات البيئية. فعلى سبيل المثال، ينعكس ارتفاع مستويات البحار بشكل سلبي على عمليات تعدين المعادن القريبة من الشاطئ ويؤدي إلى تعريض المصانع لخطر الفيضان والتلف. كذلك، تشكل التقلبات الجوية غير المنتظمة تحدياً كبيراً للشحن الدولي والنقل عبر البر والبحر.
- البنية التحتية: تحتاج البنية التحتية للدول - سواء كانت طرقاً أو جسوراً أو شبكات كهربائية – للحماية ضد الكوارث الناجمة عن الطقس المتطرف. إن تكلفة إعادة الإعمار بعد حدوث تلك الآثار المدمرة باهظة جداً مقارنة بالنفقات الوقائية المعتادة التي قد تساعد في تخفيف حدتها.
- العمل والسكن: يشهد سوق العمل العالمي تغيرات جذرية نتيجة لتحولات الموسمية المفاجئة وقلة فرص العمل المرتبطة بالأنشطة الموسمية الاعتيادية. علاوة على ذلك، تصبح بعض المناطق الساحلية الأصغر والأكثر فقراً معرضة للإزالة النهائية بسبب غمر مياه البحر لعُظمى الأرض خاصة خلال العواصف المدارية والأعاصير الأكثر شدّة وقوة.
**فرص التنمية المستدامة عبر التحولات نحو خيارات الطاقة النظيفة والاستثمار العقاري الذكي:**
على الرغم من الدمار الواسع النطاق الذي يحدثه تغير المناخ حاليًا، إلا أنه يكمن أمامنا فرصة ذهبية لمواجهة هذا الوضع واستغلاله لصالح تطوير حلول مبتكرة لدفع عجلة الابتكار العلمي وزيادة معدّلات التشغيل وخلق نماذج أعمال ناشئة تستهدف تحقيق هدف الوصول لحياة كريمة لكل البشر وعلى نحو يدعم جهود مكافحة الانحباس الحراري العالمي أيضاً . ومن أهم وسائل استغلال هذه الفرصة هي :
1) استخدام طاقات نظيفة ومتجددة كالرياح والشمس والجيوثيرمي بهدف تقليل اعتماد دول نامية بكثافة عالية على الفحم والمعادن الأخرى المؤدية لانبعاث كميات ضخمة من الغازات المشبعة بحمض الكربونيك ;
2) إعادة النظر في التصميم العمراني واتخاذ قرارات عقارية مدروسة بشأن مواقع المباني الجديدة وكذلك كيفية تقديم الخدمات العامة الحديثة؛ وذلك لإدارة استخدام المساحة وضمان قدر أكبر من السلامة أثناء الظروف الجوية الخطرة المحتملة ;
3) تشكيل شراكات بين الحكومات وصناديق الاستثمار الخاصة وبرامج مساعدات عامة لمنح الأولوية للاستثمارات الخضراء والبنى التحيتيه المرنة قادرة علي مقاومة آثار التعرْض للمناسب الجوي الكربي؛
هذه مجرد بداية لمسارات اتجاه عمل جديد يجدر بنا جميعا تبنيَه ، وهي خطوات ضرورية لبناء مجتمع أكثر مرونة واقتصاده يعطي الاولوية للس