- صاحب المنشور: عواد اليعقوبي
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا بسرعة غير مسبوقة، أصبح من الواضح أنها تلعب دوراً حاسماً في تشكيل عالمنا الحالي والمستقبلي. وقد امتد هذا التأثير إلى قطاع التعليم، حيث تقدم التقنيات الحديثة فرصاً جديدة لتحسين جودة التعلم وتوفير الوصول إليها لأعداد أكبر من الناس بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الخلفية الاقتصادية.
إحدى أهم الفوائد التي تأتي مع دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) في البيئة التعليمية هي زيادة فعالية التدريس والاستيعاب لدى الطلاب. يمكن للأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والتطبيقات الرقمية الأخرى تقديم مواد دراسية غنية وممتعة بصريًا وسمعيًا وجسديًا للطلاب. وهذا يجعل عملية التعلم أكثر جاذبية ولا تُنسى بكثير مقارنة بالطرق التقليدية للمناهج الدراسية المطبوعة فقط.
على سبيل المثال، يمكن استخدام الواقع المعزز لتزويد الطلاب بتجارب تعليمية واقعية ثلاثية الأبعاد حول المواضيع الصعبة مثل علم التشريح وعلم الفلك وعلم الأحياء الدقيقة وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، فإن المنصات عبر الإنترنت مثل YouTube وقنوات اليوتيوب الخاصة بمؤسسات معروفة تسمح باستضافة محاضرات ومقاطع فيديو توضيحية عالية الجودة تناسب جميع المستويات الأكاديمية المتنوعة.
ولكن فوائد التكنولوجيا تتعدى مجرد تحسين تجربة التعلم. إنها تساعد أيضًا على خلق بيئات تعليمية مرنة ومتاحة لكل فرد. إن أدوات الاتصال الرقمية تقلل الحواجز أمام القبول الجامعي والتسجيل في دورات تدريبية عبر الانترنت حتى بالنسبة للأفراد الذين يعيشون في المناطق النائية أو لديهم ظروف صحية خاصة.
وفي الوقت نفسه، تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير طريقة تصور المناهج الدراسية الشخصية. تستطيع خوارزميات الآلة الآن تحديد نقاط ضعف كل طالب وتعلميه بناءً عليها، مما يسمح بإعادة تصميم طرق تدريس شخصية تماما حسب احتياجات واحتمالات نجاح ذوي القدرات المختلفة ككل.
وعلى الرغم من هذه الفرص الرائدة، يوجد بعض المخاطر المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في مجال التربية والتعليم أيضا. فقد يؤدي الاعتماد الزائد على الشاشات الإلكترونية إلى الإرهاق العقلي وضعف التركيز وانخفاض مهارات التواصل الاجتماعي بين الشباب إذا لم يتم تنظيم واستخدام تلك الأدوات بطريقة متوازنة وصحيحة.
ومن هنا يأتي دور الحكومة والمراكز البحثية والإدارات التعليمية ذات العلاقة لوضع سياسات واضحة لدعم الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في قطاعي التعليم والثقافة عامة وفي العملية التعليمة خاصة وبالتالي استثمار طاقاتها لإحداث تغييرات ايجابية فيهما.