• صاحب المنشور: حبيبة الزياني
  
  ملخص النقاش:
  

  يعد إعادة بناء البنية التحتية بعد كارثة طبيعية مثل الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب شرق تركيا في فبراير 2023 تحديًا كبيرًا. تتطلب هذه العملية موارد هائلة وتنسيقاً دقيقاً بين مختلف الجهات المعنية. هذا المقال يستعرض بعض التحديات الرئيسة التي تواجه جهود التعافي والإصلاح ويقدم رؤى حول كيفية تحسين الاستجابة المستقبلية للكوارث.

التنسيق والتعاون الدولي

أولى التحديات تكمن في التنسيق والتعاون الدولي الفعال. حيث يتعين على الدول المتضررة مثل تركيا العمل مع المنظمات الدولية والجهات المانحة لتوفير الدعم اللازم لأعمال الإنعاش. قد يتضمن ذلك الاتفاقيات المالية والعلمية التقنية بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة فيما يتعلق بإدارة الأزمات وإعادة التأهيل البيئي والبناء المستدام. كما ينبغي تعزيز قنوات التواصل والتشارك المعلومات بين فرق الإنقاذ المحلية والدولية لتحسين كفاءة العمليات والموارد البشرية والمادية.

تقييم الضرر وإعداد خطط الطوارئ طويل المدى

تقييم حجم الاضرار الناجمة عن الزلازل أمر بالغ الصعوبة بسبب عدم القدرة غالباً علي الوصول إلي المناطق الأكثر تضرراً نظراً لحالة الحصار أو نقص المعدات المناسبة . وبالتالي فإن تطوير استراتيجيات مبتكرة لجمع البيانات وتحليلها يعد أمراً حاسماً لبناء صورة واضحة لمجالات الأولوية والأماكن المحتاجة للتدخل العاجل وأولويات الاعمار مستقبلاً وفقا للغرض والاستخدام المقترح للمواقع المختلفة سواء كانت سكانية ام خدمية او غيرها مما يساعد مدراء المشاريع والقائمين عليها اتخاذ قرارات مبنية علي حقائق موضوعيه تساعد في تقليص فترة الانتظار وكذلك تجنب الاخطاء المكلفة لاحقا والتي تؤثر بالسلب عادة علي جودة الانشاء ومدة صلاحيتها عموما وعمرها الافتراضى خصوصاً . لذلك ، إن وضع سياسات جديدة واستراتيجيات متكاملة قائمة علی بيانات دقيقة حول نوع وموقع وشدة الضرر المرتبط بكل منطقة يمكن ان يساهم بدرجة کبيرة فی حل الكثير من العقبات وستكون بالتأكيد أكثر فائدة من اعتماد نهج عشوائی يعتمد اساسا على تقديرات مفصلة تتم عبر وسائل أخرى أقل موثوقیه منها استخدام الأقمار الاصتناعیہ مثلاً وهي عرضة أيضا لتحدیات مشابه لها الخاص بانخفاض دقتھا مقارنة بتلك القائمة علین التحلیل الأرضي للحالة فعليا ورصد نتائجها ميدانيا وفي الوقت ذاته تستطيع اِدْراك مدى تأثير عوامل مختلفة כمثال تغيرات الظروف المناخیۃ وكیفیتھ تدفق المياه تحت سطح التربة وما شابه ذلك .. إلخ .

ضمان سلامة المباني الجديدة

بعد حدوث زلزال شديد، هناك حاجة ملحة لضمان مقاومة المباني الحديثة للعواصف العنيفة والصدمات الهزازية الأخرى التي قد تحدث مستقبلاً مما سيؤدي حينذاك الي خسائر اخري جسيمة وتكاليف كبيرة للغاية أيضًا لاستبدال هيكل كامل مقابل تحديث جزء منه يؤدى الغرض أصلا وفقط لكن بشکل أكثر قوة ومتانة ضد مخاطر مماثله اذ يعتبر تصامیم الآثار التاريخية مثال جميلا لهذه النظرية(الحفاظ على الماضي ولكن بطريقة مناسبة للجهد الحديث) وقد أثبت نجاح تلك المدارس الهندسية القديمة وقدرتها الرائعة على مواجهة أي اهتزازات محتملة رغم مرور قرنين منذ تشيد اولى بناياتهم وفق نظام معماری خاص يحمل اسم "الأركید" الشهير والذي مازال البعض حتى الآن يشيد به ويقتدی بأسلوبه الموفر لعناصر الجمالیۃ الأخری المتاحة حديثآ والتي تعد ضرورة ملحه لاعادة تأسیس مناطق الأساس تمکن المدن المصابة بغض النظر عن أهميتها الخاصة بها مرة ثانية مرة أخیرة قبل بدء حمل