- صاحب المنشور: مسعدة الشرقي
ملخص النقاش:
تعتبر قضية البيئة واحدة من أهم القضايا العالمية التي أثارت اهتمامًا واسعًا خلال العقود الأخيرة. مع تزايد المخاطر الناجمة عن تغير المناخ والتلوث والتدهور البيئي، أصبح الحفاظ على كوكبنا وصيانته ضرورة ملحة لكل مجتمع وباحث. يُشير مصطلح "الوعي البيئي" إلى مستوى الفهم والإدراك العام لقضايا بيئية مختلفة، فضلًا عن الدافع الشخصي للمشاركة في حل هذه المشكلات وتقديم الحلول لها. ومن ثم فإن هذا المقال يناقش العلاقة بين الوعي البيئي والتنمية المستدامة وكيف يمكن تعزيزهما لضمان مستقبل أكثر خضرة واستقراراً.
دور الوعي البيئي في تحقيق التنمية المستدامة:
يتمحور مفهوم التنمية المستدامة حول الجمع بين الاحتياجات الاقتصادية للفرد والمجتمع مع حماية وصيانة موارد الطبيعة للأجيال القادمة. ويعني ذلك البحث عن طرق لاستخدام الموارد بطريقة فعالة وعدم الإفراط في الاستهلاك مما يؤدي لتآكل تلك الموارد أو استنزافها. يشترك الوعي البيئي ارتباط وثيق بتحقيق هذا الغرض؛ فمع زيادة معرفتنا وفهمنا لأثر أفعالنا اليومية والحكومات الوطنية على النظام البيئي العالمي، يتولد لدينا شعور أكبر بالمسؤولية الأخلاقية نحو اتخاذ قرارات ذكية صديقة للبيئة. بالإضافة لذلك، يوفر لنا الوعي البيئي الأدوات اللازمة لاتخاذ خطوات عملية لتحسين الوضع الحالي من خلال تقليل هدر الطاقة والمياه وتبني وسائل نقل نظيفة وغيرها الكثير. علاوة على ذلك، يعمل المجتمعُ المتفاعِل والمعرف بذوّاتِه الصحيَّة والقِيَميَّ التي تدعم حماية البيئة كمصدر قوي لإجبار الحكومات والشركات على تبنِّي سياساتٍ وممارساتٍ أخضرَّة تساهم في الحدّ من التأثيرات السلبيّة للاقتصاد الحديث وتحقيق العدالة الاجتماعية أيضًا. إن وجود قاعدة دعم شعبية تؤكد أهمية العمل البيئي ضمن أجندة السياسات العامة يعزز فرص نجاح جهود مكافحة التغير المناخي والدفع باتجاه نمط حياة أقل اعتمادا على الكربون وأكثر قدرة على التحمل.
تحديات وتعزيز الوعي البيئي:
رغم الأهمية الواضحة لهذا الموضوع -حسبما سبق شرحه أعلاه- إلا أنه تواجه حملات نشر الوعي البيئي عقبات عديدة منها عدم توفر المعلومات الدقيقة ومنظمة بشأن الظواهر المتعلقة بالتغيرات الجوية، وضعف القدرة الشرائية لدى الفقراء الذي قد يحرمهم الوصول لحلول غير باذخة تكلفتهم مثل السيارات الكهربائية فعلا واقعيّا، وانتشار ثقافة الاستهلاك الزائد والتي غالبًا يتم تشجيعها عبر الاعلان التجاري المتحيز لرؤية شركاته الخاصة بالأرباح مقابل المصالح طويلة المدى للكوكب نفسه. وللتغلب علي هاته المعوقات نحتاج لبناء نظام تربوي شامِل منذ المراحل الأولى للتعليم يستهدف تعريف الطلاب بأبعاد مشكلة تغيرات المناخ واتجاهات العالم نحوه كذلك تقديم نماذج حيّة للإنجازات المحلية والعالمية المرتبطة بهذا القطاع بهدف إلهام الشباب وشغل عقولهم بنظريات وقرارات مبتكرة تعمل عل تحويل الواقع المرير إلي واقع أفضل بكثير. أما بالنسبة للشرائح الأكثر هشاشة فقد اقترحت العديد المنظمات الدولية مساعدة الحكومة بمبادرات اقتصاد اجتماعية تضمن تغطيتها لمجموعة منتقاة بعناية من الخدمات المقدمة لهم كالخدمات الصحية والنقل والنفايات وغير دلك, كما تعد مشاركة المؤسسات التجارية أمر جوهري إذ تتمثل مواطن قوة رواد الأعمال في تطوير أفكار جديدة وإذكاء روح الريادة وسط شباب طموحات كبيرة لديهم الرغبة والاستعداد للتغيير وذلك بإعادة النظر ببرامج التدريب التقليدية ذات البعد الثابت والإبداعي المنفتح عوضا عنها والذي سيحقق آثار ايجابيه مباشره ومتجددة لصالح الأفراد والجماعة والح