- صاحب المنشور: كريم الدين الحنفي
ملخص النقاش:يعتبر تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والحياة العملية تحدياً كبيراً يواجه العديد من الأفراد في المجتمع الحديث. هذا التحدي ليس مجرد مسألة إدارة وقت، ولكنه يتطلب فهمًا عميقًا للأولويات الشخصية والتكيف مع متطلبات كل جانب. وفي حين قد يبدو الأمر مستحيلاً، إلا أن هناك عناصر رئيسية يمكن أن تساعد الأفراد على تحقيق ذلك التوازن المنشود.
أولاً وقبل كل شيء، ينبغي تحديد الأولويات بصورة واضحة. يجب على الفرد تصنيف احتياجاته وأهدافه ضمن فئتين أساسيتين: الاحتياجات الأسرية واحتياجات العمل. ثم ترتيب تلك الاحتياجات بناءً على أهميتها بالنسبة له شخصيًا. هذه الخطوة الأولى مهمة جدًا لأنها تسهل عملية تخصيص الوقت والجهد بطريقة فعالة.
مثال توضيحي
لنفترض أن عبد الله يعمل مهندس برمجيات في شركة تطوير برمجيات ويملك عائلة صغيرة تتكون من زوجته وابنتيه الصغيرتين. بعد دراسة حاجاته وتحديد أولوياته، وجد أن قضاء وقت أكبر مع العائلة أمر ضروري للصحة النفسية لكل منهما ولكنه أيضًا يعلم بأن أداء وظيفته بكفاءة مطلوبة لمنع خسارة فرص عمل أو حتى فقدان الوظيفة نفسها. بذلك قرر Abdullah تقسيم يومه إلى ثلاثة أجزاء:
- الفترة الصباحية: حيث يقضي بعض الوقت في الاستيقاظ مبكرًا كي يتمكن من تناول إفطار هادئ مع أفراد عائلته قبل البدء بيومه العملي. وهذا يساعد في خلق جو حميمي ومريح لهم جميعا ويكون أيضا فرصة للتواصل والتعبير عن مشاعرهم اليومية.
- العمل الرسمي: خلال ساعات النهار المشغولة بالعمل الرسمي الذي يحتاج تركيز كامل وقدرات ذهنية عالية لتلبية المتطلبات المتزايدة لشركته وكذلك ليكون منتجا في مجال تخصصه.
- الأوقات المسائية والعطلات نهاية الاسبوع: خصص لهذه الاوقات فترات أكثر استرخاء للاستمتاع بالحياة المنزلية والسفر القصير لإعادة شحن طاقتهم الجسدية والعاطفية مما يساهم بتحسن جودة حياتهما بشكل عام ويقلل الضغط النفسي الناجم عن التوتر الزائد سواء داخل البيت او خارج حدود بيئة الشغل الخاصة به .
ثانياً، يتوجب تطبيق تقنيات الإدارة الفعالة للموارد مثل جدولة المهام وإنشاء قائمة بالأعمال التي تحتاج الانتهاء منها حاليا أو لاحقا بالإضافة لاستخدام الأدوات الرقمية المناسبة لمراقبة الجدول اليومى وتحقيق توازن أفضل بين مسؤولياتك المختلفة. إن استخدام التقنية الحديثة هنا يشكل عامل دعم كبير لأنه يسمح لك بموازنة عبء عملك وأمور الحياة الأخرى بكل سهولة ودون ضغوط زائدة تكدر صفو هدوئكم الداخلى الخاص بشؤون الأسرة خاصة وان الأطفال يحتاجون دائماً رعاية ومتابعة دقيقة للحفاظ علي نموهم العقلي والمعرفي بأمان علاوة علي الجانب الوجداني لدى الطفل.
نصائح إضافية لتحقيق التوازن الأفضل
- احترام الذات والمشاركة الاجتماعية عبر الانترنت : رغم كون وسائل التواصل الاجتماعى خلف الشاشة ولكن لها دور مؤثر للغاية بانخراط مجتمعى افتراضي ذو تأثير ايجابي إذا تم استخدامه بحكمة وبشكل مدروس بهدف تبادل المعلومات القيمة وتعزيز روح الأخوة الإنسانية العامة والاستفادة المعرفية بينما يُمكن الحد قدر المستطاع من اي محتوى سلبي قد يؤذي الصحة الذهنية للعضو المُستخدم نفسه او اسرته المقربة
في النهاية ، فإن مفتاح نجاح أي فرد في الحفاظ على توازن مُرضٍ بين life work balance يكمن فى القدرة على الموازنة الدقيقة والصبر والإبداع عند اتخاذ القرارات واتباع نهج مرن تجاه الوضع العام بما يحفظ حقوق الجميع بدون ظلم أحد جانباً على حساب الآخر مهما اختلفت الظروف الخارجية المؤقتة والتي ستمر حتما بإذن الله تعالى مع مرور الزمن شرط وجود تصميم اخلاقي راسخ لدي الشخص صاحب الامور الكبيرة الصغيرة الواجب القيام بها نحو بيت جميل وصحة جيدة!