- صاحب المنشور: أمينة بن عزوز
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار الهواتف الذكية وتطبيقات الوسائط الاجتماعية بين الشباب القطري، أصبح من الضروري استكشاف التأثيرات المحتملة لهذه المنصات على صحتهم النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب، خاصة لدى الفئة العمرية الشابة. ستركز هذه الورقة البحثية على تحليل البيانات المحلية لفهم مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب في قطر.
تحليل البيانات المحلية
في السنوات الأخيرة، شهدت دولة قطر نمواً كبيراً في عدد مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وفقاً لتقرير حديث صادر عن اتحاد الاتصالات الدولي (ITU)، بلغ معدل انتشار استخدام الإنترنت في البلاد حوالي 97% عام 2021، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول تطوراً رقميًا في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، حققت منصات التواصل الاجتماعي شعبية هائلة بين السكان الأصغر سنًا، حيث يشكل الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة غالبية المستخدمين النشطين لهذه المنصات.
لتقييم الآثار النفسية لوسائل التواصل الاجتماعي، تم تصميم مسح شامل عبر الإنترنت وشمل عينة تمثيلية من الشباب القطري. هدف المسح إلى جمع معلومات حول الاستخدام اليومي للتواصل الاجتماعي والمعاني المرتبطة به، وكذلك مستوى الشعور بالرضا النفسي والعزلة الاجتماعية. وقد طرح الأسئلة التالية:
* كم مرة تستخدم منصة أو أكثر لوسائل الإعلام الاجتماعية يومياً؟
* هل تعتبر نفسك ملتزمًا اجتماعيا أم منعزلًا بسبب وقت الشاشة الذي تقضيه على الإنترنت؟
* كيف يؤثر إدمان الشبكات الاجتماعية حسب رأيك على حالتك المزاجية طوال اليوم؟
* هل لاحظت زيادة التوتر أو الاكتئاب منذ بداية جائحة كوفيد-19 والتي زادت خلالها ساعات قضيتها أمام شاشة الهاتف الجوال؟
أظهرت نتائج المسح اتجاهات مثيرة للقلق فيما يتعلق بصحة شباب قطر العقلية. وجد الباحثون ارتباطًا كبيرًا بين الوقت الطويل المستغرق في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والمستويات الأعلى للمشاكل العاطفية والسلوكية ذات الصلة بالشخص. وأكد العديد من المشاركين أن انتظارات المقارنة غير الواقعية التي نشأت عن مشاهدة آخر الأخبار والحياة الشخصية للأصدقاء قد أدت بهم إلى شعور مزمن بعدم الكفاءة الذاتية وانخفاض تقدير الذات. كما اقترحت بعض ردود الفعل أيضًا احتمالية حدوث اضطرابات النوم نتيجة لعادات النوم المضطربة الناجمة عن قضاء فترات طويلة قبل الخلود للنوم باستخدام جهاز محمول.
توصيات واستنتاجات
وفي ضوء هذه النتائج، تقدم هذه الدراسة عدة توصيات للقائمين بتنظيم المجتمع الرقمي وللآباء وللمراهقين وغيرهم ممن يهتم بهم الأمر:
- للجهات التنظيمية: وضع سياسات وقواعد صارمة لحماية خصوصية الأطفال والشباب وتعزيز بيئة رقمية آمنة وخالية من التنمر الإلكتروني والإساءة المستمرة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعليم والتوعية بشأن مخاطر الإفراط في الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية وكيف يمكن التحكم بها بطريقة فعالة.
- للآباء والأوصياء: مراقبة استخدام أبنائهم لأوقات الراحة بعناية وضمان توازن جيد بين العالم الحقيقي والعالم الرقمي لمنع أي آثار سلبية محتملة على الحالة النفسية لهم. التشجيع على الانخراط بنشاطات خارج المنزل كلما كان ذلك ممكنًا والبقاء متواصلين ومتفاعلين مع احتياجات ورغبات أفراد الأسرة الصغار دور مهم أيضا للحفاظ على الروابط الأسرية الحميمة وتعزيز الثقة المتبادلة.
- **للشباب>: اعتماد نهج مسؤول تجاه التعامل مع جميع أشكال التقنية لا سيّما تلك المتعلقة بوسائل الترفيه والاستجمام والثقافة عموما بهدف تجنب الدخول في دوامة اعراض جانبية تؤدي لإضعاف القدرة الطبيعية للعيش حياة سعيدة مستقلة خالية حالته الصحية المعنوية والنفسية تحتmitterالدائم. إن فهم المخاطر المرتبطة بممارسات التصفح المنتظمة واتخاذ الخطوات المناسبة لاتخاذ إجراءات مضادة مناسبة أمر ضروري