- صاحب المنشور: مصطفى القروي
ملخص النقاش:يتزايد دور الذكاء الاصطناعي (AI) في قطاع الرعاية الصحية بسرعة مذهلة، حيث يتم استخدامه لتشخيص الأمراض، وتخطيط العلاجات الشخصية، وتحسين نتائج المرضى. ولكن هذا التطور التكنولوجي المتسارع يأتي مع مجموعة من القضايا القانونية والأخلاقية التي تستحق النظر. هذه الدراسة ستستعرض بعض الجوانب الرئيسية لهذه المسألة.
الخصوصية والبيانات الحساسة:
إحدى أكبر المخاوف المرتبطة باستخدام AI في القطاع الطبي هي حماية خصوصية البيانات الطبية للمرضى. يمكن أن تتضمن الأنظمة المدعومة بالذكاء الصناعي كميات هائلة من المعلومات الحساسة حول الصحة الشخصية للأفراد. هناك حاجة ملحة لقوانين أكثر صرامة لحماية هذه البيانات لمنع الوصول غير المصرح به أو الاستغلال التجاري. كما أنه ينبغي تعزيز الشفافية فيما يتعلق بكيفية جمع واستخدام بيانات المرضى، وكذا توفير خيارات واضحة لمستخدمي النظام بشأن مشاركة معلوماتهم الشخصية.
المسؤولية الطبية:
بالنسبة للغالبية العظمى من القرارات الطبية اليوم، يقع اللوم الأخير على الكتفين لأطبائهم وأخصائيين رعاية صحتهم الآخرين. لكن عندما تصبح الآلات جزءًا رئيسيًا من العملية التشخيصية والعلاجية -كما هو الحال بالفعل بالنسبة لبعض التقنيات المعتمدة حديثًا مثل الروبوتات الجراحية والموبايلات الطبية الذكية– فمن سيكون مسؤولاً إذا حدث خطأ؟ هل سيصبح المجرم هنا البرنامج نفسه أم الشخص الذي طورَه؟ إن تحديد هكذا مسائل قضائية أمر ضروري حتى تتمكن المؤسسات المعنية من العمل بأمان وثقة داخل بيئة رقمنة الطب المتنامية.
العدالة الاجتماعية:
وعلى الرغم مما قد يبدو واضحًا بأنه تقدم تكنولوجي رائع، إلاّ أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمقدمات الأمراض قد يؤدي إلى تمييز اجتماعي طفيف ولكنه مهم. فعند تدريب نموذج ذكي بطريقة تعتمد بشدة على مجموعات سكانية معينة، فقد يشكل ذلك تهديدا كبيرا في حال وجود تحيزات ضمن تلك المجموعات نفسها. وهذا يعني بأن الأشخاص الذين يعيشون تحت ظروف أقل امتيازاً –وغالباً ما تكون لديهم فرص أقل للحصول على خدمات الرعاية الأولية عالية الجودة– ربما يحصلون على نصائح علاجيه ذات جودة أقل بسبب عدم تمثيلها بشكل جيد أثناء عملية التدريب والخوارزميات المستخدمة لاحقا في تشغيل التطبيق العملي لهذا النوع الجديد من الأدوات العلاجية الجديدة والمضمونة نسبيا بعد مرور فترة قصيرة نسبيّا منذ ظهور اول تقارير علمية مؤثرة أعربت عن مدى تأثيرها المحتمل قريبا جدا. يجب وضع سياسات وقواعد أخلاقيه وعلميه صارمه لمعالجة هذه الاختلافات وضمان توفر الخدمات بنفس المستوى لكل الأفراد بغض النظر عن عوامل أخرى خارج نطاق القدرة العلميه المحضة للتطبيق الحالي للمعلومات المتاحة .