- صاحب المنشور: محمد العياشي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، حيث أصبحت العمل عن بعد ظاهرة شائعة بسبب جائحة كوفيد-19 والتطورات التكنولوجية، أصبح من الضروري فحص التأثير المحتمل لهذه الأنماط الجديدة للعمل على الصحة النفسية. يخلل هذا التحليل نتائج الدراسات الحديثة حول العلاقة بين العمل عن بعد وصحة العقل.
الزيادة في استخدام التقنية:
مع تزايد الاعتماد على الأجهزة الرقمية مثل الكمبيوترات والأجهزة المحمولة، قد يتعرض الأفراد لفترات طويلة أمام الشاشات مما يؤدي إلى جفاف العين والعضلات والظهر نتيجة الوضعيات غير الصحية أثناء الجلوس لفترة طويله أمام الشاشة. بالإضافة لذلك، يعاني العديد من الأشخاص من "إجهاد القراءة الإلكترونية" الذي يشمل الصداع والدوار والإرهاق البصري. هذه الأمور يمكن أن تساهم في الشعور بالتوتر والقلق وتؤثر سلبًا على الحالة النفسية العامة.
عزل اجتماعي وفرصة محدودة للتفاعل الاجتماعي:
العمل من المنزل يعني غياب التواصل الشخصي مع الزملاء وهو أمر مهم لتحقيق التوازن النفسي والسعادة الوظيفية. فقدان الفرص الطبيعية لإجراء المحادثات الصغيرة والاستراحة خلال اليوم يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعزلة الاجتماعية والشعور بالإهمال أو الانفصال عن الفريق. هذا الأمر ليس فقط يؤثر على الروابط الاجتماعية ولكن أيضا يمكن أن يخلق بيئة عمل أكثر ضغطا نفسيا.
تحديات الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية:
من أكبر التحديات التي تواجهها تلك الأعمال هي تحديد الحدود الواضحة بين وقت الفراغ والوقت العملي. بدون فاصل واضح، فإن الكثير من الناس يعملون لساعات طويلة ويتغيبون عن الاستراحات اللازمة لأخذ فترات راحة بعيدا عن الاجهزة الرقمية ومشكلاتها المرتبطة بها. بالإضافة لذلك، هناك غياب واضح للمكان المخصص للعمل المنفصل تماماً عن بقية المجالات الأخرى بالحياة اليوميه للشخص وقد أدى ذلك لتداخل كبير بين الاثنين واضطراب شديد لدى بعض الافراد مما زاد من مستويات التوتر لديهم.
وفي النهاية ، رغم كل السلبيات المرتبطة بتلك الظروف الجديده إلا أنها توفر كذلك فرص عظيمة للإنتاج وتحسين الكفاءه وجودتها كما يسمح باستقلالية اكبر للأفراد لكن ينبغي مراعاة الجانبين الأخضر والصحي عند تصميم مسارات العمل الحديثة حتى نضمن استمرار نجاحها واستدامته.