- صاحب المنشور: عبد البركة الحسني
ملخص النقاش:في عالم اليوم الذي أصبح فيه الاتصال الدائم والعمل من المنزل هو القاعدة، قد يصبح الحفاظ على توازن صحي بين الحياة المهنية والشخصية تحدياً كبيراً. هذا التوازن ليس مجرد رفاهية؛ بل هو ضرورة للصحة النفسية والجسدية والعاطفية. مع انتشار الأجهزة الذكية والتكنولوجيا الحديثة التي تسمح بالوصول إلى البريد الإلكتروني والمهام المهنية حتى خارج ساعات العمل الرسمية، أصبح من الضروري وضع حدود واضحة ومعتمدة لضمان عدم غمر الحياة الشخصية بالحمل الزائد من المسؤوليات المهنية.
تأثير التقنية
التقنيات الجديدة سهلت الكثير من الأمور ولكنها أيضاً زادت من احتمالية "العمل المستمر". الدراسات تظهر زيادة مستويات التوتر والإرهاق نتيجة لتجاوز الحدود المهنيَّة بسبب الوصول المتاح دائماً للأعمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها. يشعر العديد من الأفراد بأنهم مُطالبون بمراجعة الرسائل وتلبية الطلبات على مدار الساعة مما يؤثر سلباً على جودة وقيمة الوقت الذي يقضونه مع أسرهم وأصدقائهم وهواياتهم.
استراتيجيات تحقيق التوازن
- إعداد جدول عمل ثابت: تحديد وقت محدد لبداية وإنتهاء يوم العمل يمكن أن يساعدك في الفصل بين حياتك العملية وشخصيتك. حاول الالتزام بهذا الجدول قدر الإمكان سواء كنت تعمل من المنزل أو لمكتب خارجي.
- تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرةً: هذه الفترة مهمة للحصول على راحة ومعالجة المعلومات خلال النهار. تجنب فحص الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المكتبي فور استيقاظك وفي آخر فترة قبل نومك.
- ممارسة الأنشطة الترفيهية بدون انقطاع: حدد فترات غير قابلة للتعديل خصيصا لهذا الغرض. إن كان ذلك يعني إيقاف تشغيل الإنترنت أثناء مشاهدة فيلم مع عائلتك، فلا تتردد! هذه اللحظات الثمينة تساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط الاجتماعية وتحسين الصحة العامة.
كما تحتاج الشركات أيضا لأخذ دور فعال فيما يتعلق بتوفير بيئة تشجع على التوازن الصحي للعاملين لديها. ويمكن القيام بذلك عبر تقديم سياسات مرنة للعمل عن بعد وتعزيز ثقافة احترام وقت الانتقال ما بين المسكن ومكان العمل وعدم ممارسة الأعمال خارجهما إلا عند الضرورة القصوى.
خاتمة
بفضل وجود نقاط اتصال قوية وعلمنا الحديث الواسع، فإن مفتاح الجودة العالية للحياة ليست فقط في كميتها وإنما أيضًا بكيفية تنظيم وقياس تلك الكمية بطرق صحية وبناءة. تذكر أنه بالإمكان إدارة عبء العمل بالإضافة لتحقيق حياة شخصية ممتلئة وغنية - طالما تم تطبيق مجموعة مناسبة من الخطوات والاستراتيجيات الفعالة.