- صاحب المنشور: فدوى البكاي
ملخص النقاش:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب العربي اليوم. لقد سهلت هذه المنصات الاتصال بين الأفراد حول العالم وأعطت صوتاً للأصوات التي ربما كانت محرومة منه سابقاً. ولكن مع هذا الجانب الإيجابي، يأتي جانب سلبي يتعلق بصحة نفسية مستخدميها. يعاني العديد من الشباب العرب من مشاعر القلق والاكتئاب بسبب الضغط المتزايد للتعبير عن الذات المثالية، ومراقبة الآخرين، والمقارنة المستمرة بالحياة الظاهرية للآخرين عبر الإنترنت.
تأثير المقارنة الاجتماعية
واحدة من أكبر التحديات المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي هي تأثير "المقارنة الاجتماعية". يشعر الكثير من الأشخاص بالضغط لجعل حياتهم تبدو مثالية - سواء كان ذلك فيما يتعلق بعلاقاتهم أو وظائفهم أو سفرهم أو حتى مظهرهم الجسدي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى قيام المستخدم بتقييم نفسه بناءً على مواقف الحياة المعدلة رقميًا والتي قد تكون غير حقيقية تمامًا. بالإضافة لذلك، فإن التعرض الدائم لأحداث الحياة العامة للمستخدمين الآخرين يزيد من الشعور بأن المرء أقل شأنا مقارنة بهم.
العزلة الرقمية والعاطفية
رغم أنها توفر شبكة واسعة من العلاقات الافتراضية إلا أنه غالبًا ما تساهم وسائل الإعلام الاجتماعية في عزلة عاطفية. يتم إنفاق ساعات يوميا أمام الشاشات بينما تتضاءل جودة العلاقات الشخصية الحقيقية خارج الشاشة. التقليل من الهوية الذاتية الفردية مقابل صورة افتراضية مدعومة بشخصيات وهمية ليس بالأمر الصحي بالنسبة لصحة نفسية الإنسان العادية. كما يمكن لهذه البيئة الإلكترونية أن تعزز عدم الثقة بالنفس وتدفع البعض نحو الاكتئاب والشعور بالإقصاء الاجتماعي الحقيقي.
الحلول المحتملة: توازن أفضل واستخدام ذكي
لحماية صحتهم النفسية، يجب تشجيع الشباب العربي على تحقيق توازناً أفضل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فهذا يعني تحديد فترات زمنية واضحة لاستعمال الشبكات الاجتماعية والإقلال منها خلال الأوقات الحرجة مثل الامتحانات أو المواسم الدراسية الكثيفة. أيضًا، ينصح باستخدام حسابات خاصة لحجب الرسائل الغير مرغوب بها ومنشورات الأشخاص السلبيين الذين يساهمون في زيادة الضغوط الداخلية لدى الإنسان. علاوة على ذلك، يعد الانخراط بنشاط داخل مجتمع فعلي والحفاظ عليه أمر حيوي لتحسين رفاهية القلب والنفس بطريقة أكثر طبيعية وبناءة.
وفي النهاية، رغم كون وسائل التواصل الاجتماعي أداتين مؤثرين جدًا في عصرنا الحالي إلا أنه ينبغي النظر إليها كجزء واحد ضمن منظومة حياة الشخص وليس خلاصة وجوده العقلي والجسدي.