- صاحب المنشور: توفيقة البوزيدي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح وجود الأجهزة الذكية والشبكات الاجتماعية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. بينما توفر هذه التقنيات فوائد عديدة مثل التواصل الفوري مع الأقارب البعيدين وتوفير المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر، إلا أنها قد تؤثر أيضاً بطرق غير متوقعة على بنية الأسرة وقيمها. هذا التأثير يمكن تتبعه عبر عدة جوانب هامة.
أولاً، يمكن للتكنولوجيا أن تشكل عائقاً أمام تفاعل الأفراد داخل المنزل الواحد. الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة في استخدام الهاتف المحمول أو الحاسوب الشخصية يقلل من فرصهم في الانخراط في محادثات مباشرة ومحادثات شخصية، مما يؤدي إلى الابتعاد عن بعضهم البعض. الدراسات الحديثة كشفت عن زيادة مستويات الشعور بالوحدة والعزلة بين الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت بكثافة.
ثانياً، هناك تأثير كبير للشبكات الاجتماعية. رغم كونها أدوات اتصال قوية، فإنها غالباً ما تعزز التركيز على العالم الافتراضي أكثر من الواقعي. الأطفال والمراهقون خاصة معرضون لهذا التحول، حيث يتم جذب انتباههم باستمرار للاطلاع على تحديثات الآخرين وانتشار الصور والفيديوهات التي قد تحتوي محتوى غير مناسب لأعمارهم. بالإضافة لذلك، فإن التعرض المستمر لهذه البيئة الإفتراضية يمكن أن يتعزز لدى الشباب شعور عدم الكفاية مقارنة بأقرانهم بناءً على المعايير الظاهرية المنشورة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
وأخيراً، يجب النظر في الآثار الاقتصادية والتجارية لوجود التكنولوجيا في حياة الناس. العديد من الوظائف والأعمال التجارية تعتمد الآن بشدة على المهارات الرقمية، وهذا يعني زيادة الضغط لتحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة والاستعداد لتقبل الجديد باستمرار. لكن هذا أيضًا يأتي بتكلفة كبيرة - وقت أقل يمكن قضاؤه برفقة الأحباب وبناء روابط عائلية أقوى.
من الجدير بالذكر أنه ليس كل الجوانب المرتبطة بالتكنولوجيا سلبية تمامًا. بالإمكان استغلال هذه الأدوات لصالح العائلة إذا تم تنظيم واستخدامها بشكل صحيح. مثلاً، يمكن استخدام دردشة الفيديو لمشاركة اللحظات الخاصة حتى لو كانت المسافات جغرافية بعيدة جدًا؛ ويمكن استخدام مواقع التعليم الإلكتروني لتعزيز تعلم أبنائك في مجالات مختلفة; كما بإمكانكم جميعا المشاركة في نشاطات مشتركة حول حل مشكلة تقنية معينة كجزء من برنامج تعليم رقمي للعائلة.
بالتالي، ينبغي النظر إلى تكنولوجيا المعلومات باعتبارها أداة قابلة للاستخدام بشكل فعال لإدارة الأعمال والحياة اليومية ولكن أيضا تحتاج إلى توازن دقيق للحفاظ على الروابط الإنسانية والقيم العائلية الأصيلة ضمن بيئتنا المتغيرة باستمرار.