• صاحب المنشور: سارة بوزيان
  
  ملخص النقاش:
  بدأ النقاش حول قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة المدن الأفريقية في حل أزمة المياه. طرحت سارة بوزيان تساؤلاً مفصلاً حول كيف يمكن دمج فلسفة التعليم الشخصي - التي تتبع نهجا لتحليل بيانات الطلاب وتقديم محتوى تعليمي مخصص لكل طالب بناءً على أدائه واحتياجاته الخاصة - في إدارة موارد المياه. ردّت ريانة بن الأزرق بتصور مبهر، واقترحت استغلال الذكاء الاصطناعي وتحليله الدقيق لمختلف مناطق كل مدينة أفريقية لتحديد ومتابعة طلبات المياه بصورة دقيقة جدا. هذا النهج الشخصي، حسب رأيها، سيساعد السلطة المحلية في تنظيم استخدام المياه ومن ثم الحد من الضياع والنفاذ غير المرغوب فيه. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت أيضاً تدريب الذكاء الاصطناعي على تشخيص مشكلات الصرف الصحي والأمطار الجوفيّة غير الآمنة.

بينما أعجب البلغيتي المزابي بهذا الرؤية الواعدة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد سلط الضوء أيضا على جانب مهم وهو الالتزام الاجتماعي. هل سيكون لدى المواطنين الأفارقة Acceptance لهذا النوع الجديد من الحلول التقنية؟ وماذا لو خلف هؤلاء الأشخاص المعدمون وغير المؤهلين تقنياً وراء ظهرهم? هنا حيث جاء الدور لبناء استراتيجية شاملة تضم التعليم الموجه نحو المجتمع وذلك جنبا الى جنب مع التطبيق الفعلي للأدوات التكنولوجية الحديثة.

في نفس المنحى, شدّد لطفي الدين الدكالي وأكد كذلكعلى ضرورة أخذ العناصر الاجتماعية والثقافية بالحسبان حين يتم تقديم مثل تلك الخطط العملاقة. فهو يشاطره زميله السابق بأنه بدون تحقيق الفائدة القصوى للسكان المحليين ولجعلهم جزءاً فعالاً ضمن عملية القرار ، فإن احتمال استمرارية نجاح البرنامج يبقى مجهولا. أما هبة بن عمر فقاطعت قائلا بأن البحث العلمي يستوجب التأمل بعمق أكبر فيما يتعلق بحماية احترام ثقافة المجتمعات المختلفة أثناء التنفيذ , وهذا الأمر سيخلق ارتياح أكبر بين الجمهور المحلي ويعظم فرص قبوله لما تقدمه الوسائل المساندة بواسطة البرمجيات الحديثة .

ومن خلال هذا النقاش العام، أصبح واضحا أن الجمع الناجح بين الذكاء الاصطناعي وإدارة المياه في الدول الافريقية يكمن أساسا في توافق ثلاث عوامل رئيسية؛ وهي القدرة الفائقة للتحليلات الاحصائية للمعطيات البيئية الخاصة بمواقع مختلفة داخل البلد نفسه , إضافة إلى ضرورة إجراء حملات اعلام واسعة الانتشار تعمل على زيادة مستوى المعرفة العامة حول اهمية وصلاحية الاعتماد على التطبيقات المجهرية للروبوتات الذكية لمساعدة البشر في المهام اليومية المصيرية المرتبطة بالإنسان والعائلة والجيران جميعا , وكذلك خلق ديناميكية متبادلة تتيح مشاركة عامة الشعب فى عمليه اتخاذ قراراته الخاصه بإدارته ذاتيًا لمصادره الطبيعية الحيوية.