- صاحب المنشور: أمجد بن ساسي
ملخص النقاش:
### تأثير الإعلام الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب: دراسة تحليلية
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا حاسمًا من حياة الشباب اليوم، حيث توفر لهم فرص للتواصل والترفيه والتعبير عن آرائهم. ولكن هل لهذه المنصات تأثيرات إيجابية أم سلبية على صحتهم العقلية؟ تهدف هذه الدراسة التحليلية إلى استكشاف العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية للشباب.
يُظهر البحث الحالي تواجد علاقة معقدة ومتشابكة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي وصحة الشباب الذهنية. من جهة، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي تقديم الدعم النفسي والمعنوي، خاصة لأولئك الذين يعانون من الوحدة أو الحواجز الاجتماعية مثل الأشخاص ذوي القدرات الخاصة أو الفئات المهمشة الأخرى. فهي تسمح بتكوين شبكات اجتماعية افتراضية وتوفير مساحة للدفاع عن القضايا الشخصية والمشاركة بها.
من ناحية أخرى، قد يساهم التفاعل المستمر عبر الإنترنت في زيادة مشاعر القلق والإرهاق بسبب الضغوط المتزايدة المرتبطة بالمظاهر الافتراضية والأدوار المجتمعية الجديدة التي فرضتها البيئة الرقمية. بالإضافة لذلك، فإن التعرض للمحتويات السلبية كالتمييز الإلكتروني والرسائل المسيئة له أيضًا دور سلبي كبير فيما يتعلق بالاضطراب النفسي للشباب.
وفي حين تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط مباشر بين مستويات عالية من وقت الشاشة ومستويات متدنية من رضى الحياة والشعور بالإنتاجية، إلا أنه يوجد أيضا مؤشرات تفيد بأن الاختيار النوعي لمحتوى الشبكات الاجتماعية يمكن أن يخفض هذا النطاق السلبي ويحسن نوعية تجربة المستخدم النفسية بكافة جوانبها الإيجابية والسلبية كذلك! فالإقبال على المحتوى الصحي المفيد والداعم هو مفتاح للاستثمار الأمثل لهذا الوسيط الجديد كرافد قيمي لإسعاد القلب وعلاج الأفكار الضارة منه قبل تفاقم آثارها المدمرة عليه وعلى الآخرين أيضاً ضمن مجريات العلاقات الإنسانية عموما داخل وخارج نطاق الانترنت الواسع المجال والمجهول الحدود المعروف باسم "العالم الأزرق".
تجدر الإشارة هنا أن نتائج هذا البحث تتطلب المزيد من الأدلة التجريبية والقراءات العلمية الأكثر شمولا لتقديم توصيات عملية حول كيفية تقليل الآثار الجانبية الخطرة وضمان تحقيق عائدات أكبر لما يعتبر الآن واقع حياتنا المعتمدة بشدة على المواقع العالمية الكبرى وأشباهها الصغيرة نسبياً وكذلك تداعيات ذلك بكل أشكالها المختلفة سواء أكانت جسديا ام عقليا ام حتى اقتصادیا ! فالاستخدام المحسوب والعاقل للتقنية يعد إحدى أهم أدوات مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وما بعده مما يعني ضرورة تعزيز الثقافات الصحية ذات المرجعيات الأخلاقية والحضارية لكل مجتمعاته بغض النظر عن موقعهما الجغرافي وبالتالي وضع السياسات المناسبة لحماية أفراد المجتمع ككل وليس مجرد شريحة بعينها لدى البعض ممن ينظر للموضوع نظرة ضيقة غير شاملة ولا تستوعب حجم المشهد الكلي الذي يستوجب تبني حلول طويلة الأمد قائمة علي أساس علمي دقيق ومخططي بدقه عاليه .
