في سطور هذا اليوم، أتأمل شجون الروح وشوقها المتجدد إلى الحبيب الغالي، تلك النسمة التي تهب بكل جمال وأمل إلى نفسي الظمئة. كم يبدو الفؤاد مشتاقا حين يفكر بما قُدر لهما من لقاءات وذكريات تجمع بينهما كالنور والظل! كل لحظة تمر بدون حضورها هي اختبار لقوة الصبر وإخلاص الحب الذي يكنّه قلبي لها. إنها أمواج الشوق المستمرة مهما طال الزمن، فالحنين يجعل الأيام أقصر والأمسيات أكثر حلاوة عندما نتذكر فيها الجمال المشترك والسعادة المكتملة مع محبوبته.
إن ذكرى ابتساماتها ودعواتها الطيبة تتجلى أمامي كالزهر الأخضر في ربيع العمر، فكيف يمكنني نسيان صوتها الرقيق وتلك العيون البراقة مثل نجوم الليل؟ إنه اشتياقي لديارها وروضة عقلها التي تضيء مسيرتي نحو هدفي الدائم بالعودة إليها. إن غيابها هو نقصٌ كبير يعيدني دوماً لهذه الخواطر المؤرقة حتى يأذن الله بلقائنا مرة أخرى.
الشوق ليس فقط حزن أملاك أو ألم فراقد، ولكنه أيضاً شعلة إثارة وحماس لتواصل جديد وبداية جديدة مليئة بالأحلام الجميلة والعهد القديم بالسعادة غير المنقطعة. فالاشتياق يقوي العلاقة ويعمق جذور المحبة ويعطي دافعاً مستمرا للمضي قدماً رغم كل المصاعب والتحديات. وما أجمل ما قال الشعراء عبر التاريخ:"كم أشكو من بعدكِ ومن نظركَ ومن طول الليالي إذْ أنتَ بارح".
ختاماً، بينما ينساب الوقت بسرعة نحو ذلك الموعد المرتقب للالتقاء مجدداً بحبيبتي العزيزة، أسكب هنا نبضاتي والشعور المضطرب داخل صدري لمشاركة جزء مما يجول بخاطري. ففي خواطر الشوق هذه، تكشف روح محبة نقية مقاومة للعمر وللحوادث البيضاء والحمراء؛ لأن حب الذات الحقيقي يبقى خالداً بفضل قوة الإخلاص والإيثار.