يشتهر ويليام شكسبير بحكمته البلاغية التي تعكس عمق فهمه لحالة البشر وتنوّعات مشاعرهم. وفي مواجهة تحديات الحياة وتغيّراتها المتلاحقة، ظلَّ الأمل شعلة تضيء درب أولئك الذين يعانون ظلام اليأس. إليك بعض المقاطع الجميلة من أعظم مؤلفات "السير":
\u201cالأمل - ذلك الدواء الوحيد للأرواح المضطربة.\u201d يكشف لنا هنا سبير وجهة نظر فلسفية بأن الأمل ليس مجرد رغبة عابرة، ولكنه علاج فعال لكل النفوس المنكسرة والخائفة. إن قدرة الإنسان على التمسك بالأمل هي مصدر قوته وثبات عزيمته أمام العقبات الجسام.
وأضاف يقول:\u201cسرعة الأمل كسرعة طائر الوقواق; إنه ينثر بذوره في الهواء ويتوقع نموها ورعايتها لاحقًا.\u201d تصف هذه المقولة جمال الأمل وكيف أنه يقذف آماله في مجاهل المستقبل متوقعاً ظهور ثمار جهوده يوماً ما. إنها دعوة للاستمرارية والإصرار بغض النظر عن الظروف المحيطة.
ثم انبرى قائلاً:\u201cالأمل هو عصا عاشقيه, المشي بها يسند النفس ضد زبد الياس.\u201d تشدد هذه الفقرة على أهمية التحلي بالأمل خاصة عندما تكون المحبة طرفاً أصيلاً فيه. فهي تساند المرء لتحقيق طموحات قلبه والوصول لما يرغب الوصول إليه.
وعندما انتقل بنا نحو مدارات حياة أخرى قال: \"\u20acذا كانت الحياة قصيرة جداً، فلماذا ندفع ثمناً غاليا لها?\u2019 شبكات أيامنا مصنوعةٌ من خيط ملتوي — حسناتها وشرورها معا." تبرز هنا ملاحظة مهمة حول هشاشة الحياة الإنسانية وما يصاحبها من تناقضات واضحة بين جوانبها المختلفة: الخير مقابل الشر، الراحة versus الألم... إلخ. ومع ذلك، فهو يؤكد وجود رابط خفي يجمع تلك الاختلافات تحت مظلة التجربة المعيشة ذاتها .
وفي باب الدفاع عن الرحمة والتسامح، شدد على ضرورية عدم احتضان الغضب والكراهية وحصرها داخل الذات لأن "أعتى السيوف تفقد حدته إذا استُعمل سوء استعمال". كذلك أكد بان مفتاح التعامل المناسب مع الزمن يبقى دائمَا إبقاء ذكرينا حاضره بالحفاظ عل النسل الذي سيرث بعد المنيول إذ \"موت الجبن مرات عديدة قبيل الوقت المفروض أما الشجاعة فتختبر موعد نهايتها بمواجة ومضة واحدة فقط\"
وبالنسبة للتفاؤل والتقبل فأوضح انه تمام كالقدرة علي الاستمتاع بالموسيقى:"لماذا نحزن أثناء الاستماع للموسيقى ؟ فالجميل يجله جمال مثله ، والسعادة تثبت بشوشتھا بالسعادة الأخرى !" كما اشار لإمكانية معرفتنا للحسنةالخبيثة مستخدما صورة ذكية : \" كم أسراب ضعاف قادرة علی خداع الذییبی اذا نجح فی التقاضیریعليهم کأنھ شاة! ".وأخيراً وليس آخراً فقد ترك لنا وصيته الأخيرة بشأن اغتنام فرص جمالية الروح :" لذا لنرفض النفاق والعرض المغشوش ; حين تکون روح صادقہ مهما قسوتهم ؛کانت اقوی منهم جميعا ."
هذه الأقوال ليست مجرد حكم تاريخية لكنھا تتردد صداها حتى يومنا الحالي , وهي دليل حي علي قوة الشعر والفلسفة التي كتبھا شكسبیر والتي لاتزال تحمل بصيص نور وسط ظلام ايامنا السوداوية .