في ظلال الوجع

تتجلّى الحياة بخيوط كثيفة من الحزن حين نتأمل عمقها وتقلباتها؛ فنحن نسافر عبر رحلة مليئة بالتحديات والأحزان رغم جمال المشاهد التي تمر بنا. كل خطوة نحو

تتجلّى الحياة بخيوط كثيفة من الحزن حين نتأمل عمقها وتقلباتها؛ فنحن نسافر عبر رحلة مليئة بالتحديات والأحزان رغم جمال المشاهد التي تمر بنا. كل خطوة نحو الأمام تعني ترك جزء من القلب خلفنا، فقد تكون هذه اللحظات هي الوحيدة التي نستعيد فيها ذكريات لم تعد موجودة إلا في ذاكرتنا. الأحباب يرحلون، الأمان يتلاشى، والحياة تتغير بلا رادع. لكن وسط هذا الضباب الداكن، هناك شعاع نور يخترقه بصبر وثبات، وهو الشعور بأن الله معنا في جميع لحظات حياتنا، حتى وإن كانت أحلك وأصعب لحظاتها.

إن الحياة كمثل ريح عاصفة تهب بشدة ثم تهدأ بعد ذلك لتترك وراءها ندوبا ولكن أيضا تجارب قاسية جعلتنا أقوى. إنها دروس مؤلمة تعلمنا تقدير الأشياء الصغيرة وعدم الأخذ للأشياء المادية على محمل الجد الزائد. فكل ما نحصل عليه سيتحول يوماً ما إلى ذكرى جميلة أو مؤلمة حسب كيفية فهمنا لها واستيعابنا منها.

إن التجارب الصعبة التي نواجهها غالبا ما توضح لنا الوجه الحقيقي لنفسنا وللآخرين أيضاً. فهي تكشف عمق المحبة والقوة الداخلية لدينا وكذلك قدرتها على التعامل مع المصائب بروح متسامحة ومتفائلة. لذلك دعونا نظهر الرحمة تجاه الجميع ونعلم أنه مهما بلغ الألم، سيأتي يوم جديد مشرق بإذن الله. فلنتذكر دائما عبارة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : "عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".


سوسن البوخاري

10 مدونة المشاركات

التعليقات