الحكمة العلمية هي فكرة أساسية ضمن الفلسفة والحضارة الإسلامية التي تعبر عن النظرة الشاملة للعلم والمعرفة داخل المجتمعات المسلمة. هذه الحكمة ليست مجرد مجموعة من الحقائق والأبحاث؛ بل إنها تشكل رؤية للحياة وتوجيهاً للسلوك بناءً على فهم العلاقة بين الإنسان والعالم الطبيعي والإلهي.
في الإسلام، يُعتبر العلم طريقاً للتقرب إلى الله وفهم خلقه. القرآن الكريم نفسه يحث على التفكر والاستدلال كوسيلة لفهم العالم (سورة آل عمران، الآية 191). هذا التشجيع المتواصل على البحث العلمي أدى إلى نهضة عظمى خلال العصور الوسطى عندما كانت بغداد وقرطبة ومراكش مراكز رئيسية للإبداع العلمي.
العالم المسلم ابن سينا، مثلاً، لم يكن فقط طبيباً بارعاً ولكنه أيضاً قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والفلسفة والشعر. أما العالم الفلكي البيروني فقد طور طرائق جديدة لقياس قطر الأرض وأجرى دراسات مهمة حول الثقافات المختلفة. هذه الأمثلة ليست إلا قطرات صغيرة في بحر الإنجازات التي حققتها الحضارة الإسلامية القديمة.
مع ذلك، فإن "علم الحكم" ليس فقط التاريخ الماضي. فهو يستمر حتى يومنا هذا في العديد من المؤسسات التعليمية والدينية التي تحتفل بالروابط بين المعرفة الدينية والدنيوية. إن الجمع المتساوي لهذه الرؤيتين يوفر منظورًا متكاملاً للمعرفة البشرية ويعزز الاحترام المتبادل بين مختلف مجالات الدراسة.
وبالتالي، يمكن اعتبار حكم علمية الإسلام كتحدٍ مستمر للتقدم مع المحافظة على القيم الروحية والثقافية التقليدية. إنه دعوة لاستخدام العلم بطريقة تحترم الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة وتعزز الخير العام.