النفاق ظاهرة اجتماعية أخلاقية قديمة ظهرت منذ العصور الأولى للإنسانية، وهي ليست حكراً على مجتمع معين أو فترة زمنية محددة؛ بل هي حالة نفسية وسلوكية تتسم بالازدواجية والتناقض بين القول والفعل. في الدين الإسلامي، يُعتبر النفاق أحد المعاصي الشديدة التي تؤدي إلى بطلان الإيمان عند ارتكابها، وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
في النصوص الدينية الإسلامية، يتم تعريف المنافق بأنه الشخص الذي يدّعي الإيمان والالتزام بالقيم والمبادئ الدينية ولكن تصرفاته وأفعاله تخالف ذلك تمامًا. هذا النوع من الأشخاص يظهر إيمانه أمام الآخرين فقط بغرض الحصول على مكاسب مادية أو معنوية، بينما يعيش حياة نقيضة لما يقوله خلف الأبواب المغلقة.
وقد حذّر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشدة من مخاطر النفاق ووصف المنافقين بأنهم أسوأ الناس حالاً يوم القيامة. كما أكدت العديد من الآيات القرآنية والعبارات النبوية الصحيحة على ضرورة تجنب التقرب من المنافقين وحذرتهم من الانخداع بمظهرهم الواهم للإيمان. ومن الأمثلة الشهيرة للمنافقين في التاريخ الإسلامي كفار قريش الذين كانوا يدعون الإيمان أثناء الليل ويعلنون الكفر نهاراً.
على مر العصور، ابتكر الإنسان وسائل مختلفة للتستر تحت ستار الإيمان الخارجي رغم نفاق قلبه الداخلي. وهذا يؤكد أهمية التحقق من صدق نوايا الأشخاص واتخاذ الاحتياطات اللازمة تجاه أولئك الذين يبدو عليهم مظاهر النفاق حتى لا ندخل في شبكة شركهم ونقع ضحية خداعهم. إن التعامل بحذر مع حالات النفاق يساعد المجتمع المسلم للحفاظ على صفائه الروحي والأخلاقي ضد تيارات التزييف والاستلاب الفكري. لذلك فإن فهم وتجنب هذه الظاهرة أمر حيوي لبقاء الجماعة المؤمنة متماسكة ومتفاعلة بإيجابية نحو تحقيق هدفها السامي وهو مرضاة الخالق عز وجل.