العمل التطوعي ليس مجرد فعل إنساني نبيل؛ بل هو تجسيد حقيقي للقيم الإنسانية الأصيلة. ففي كل خطوة تطوعية نقوم بها، نزرع بذرة الأمل ونحصد ثمار الحب والتراحم بين البشر. عبر التاريخ، عبر العديد من الحكماء والفلاسفة والعظماء بتعليقاتهم الثاقبة حول أهمية العطاء والعمل التطوعي، مؤكدين دورها المحوري في بناء مجتمعات أكثر تماسكا وانسجاما. إليكم بعض الأقوال التي تحتفل بهذا الجهد الخيري الخالص:
قال سقراط ذات مرة: "الفائدة الوحيدة للحياة هي مساعدة الآخرين". هذا القول يعكس رؤية عميقة للعيش الفعال، حيث يرون العمل التطوعي كجزء أساسي من تحقيق الهدف الإنساني الأعظم وهو المساهمة الإيجابية في حياة الناس.
من جهته، قال ألبرت أينشتاين: "الذكاء بدون أخلاق يعد خطرا على المجتمع." هنا يشير إلى جانب مهم آخر من جوانب العمل التطوعي، وهو تعزيز الأخلاق الاجتماعية والحس المسؤول تجاه المجتمع.
أما الأميرة ديانا فقالت: "نحن جميعاً بحاجة لتقديم يد العون للآخرين"، وهي دعوة مباشرة للمشاركة الفعالة في الأعمال الخيرية والمبادرات المجتمعية.
وفي الإسلام، يُعتبر الصدقة أحد أهم أبواب البر والإحسان. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليُدخلُ الجنةَ بخمسٍ فقطٍ إذا أحَبَّ لِجارِهِ ما يحب لنفسِه". يعزز هذا الحديث الشريف الدور الحيوي للتضامن الاجتماعي وكيف يمكن أن يؤدي حتى أصغر عمل خير إلى مكافآت روحية كبيرة.
بالإضافة إلى هذه الأدلة الروحية والمعنوية، هناك أيضًا دراسات علمية تؤكد فوائد العمل التطوعي الصحية والنفسية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2018، فإن الأشخاص الذين ينخرطون في أعمال تطوعية بشكل منتظم غالبًا ما يتمتعون بصحة نفسية أفضل ومعدلات أقل للإكتئاب مقارنة بأولئك الذين لا يقومون بذلك.
هذه القرائن المختلفة تشكل معًا صورة واضحة وجذابة لأثر العمل التطوعي على حياتنا الشخصية وعلى حياتنا المجتمعية. إنها ليست مجرد خدمة لشخص محتاج، ولكنها أيضا طريقة فعالة لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة. لذلك، دعونا نحافظ دائمًا على الشعلة مشتعلة ونستمر في نشر رسالة الحب والعطاء التي تمثل جوهر العمل التطوعي النبيل.