• صاحب المنشور: منصور بن عبد المالك
  
  ملخص النقاش:
  تُعتبر القيادة مهارة حيوية للنجاح الشخصي والمهني، ولكن مع تطور العالم الحديث وتزايد تعقيداته، أصبح من الضروري إعادة النظر في ماهيتها. في القرن الحادي والعشرين، تتجاوز القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والمعرفة الفنية إلى فهم عميق للعواطف البشرية وقدرة متميزة على التعامل معها - وهذا ما يعرف بالذكاء العاطفي (EQ).

الذكاء العاطفي هو القدرة على استشعار عواطف الآخرين وفهمها والاستجابة لها بطريقة مناسبة. هذه المهارة ليست فريدة فحسب؛ بل إنها ضرورية أيضًا لقيادة فعالة. عندما يتعاطف الزعيم مع موظفيه ويقدر مشاعرهم، يمكنه خلق بيئة عمل أكثر إنتاجية ورضاً بين الأفراد. هذا ليس فقط يحسن الروح المعنوية والمشاركة، ولكنه يعزز الثقة والتواصل المفتوح داخل الفريق.

على سبيل المثال، قد يواجه فريق مشروع تحديات غير متوقعة. هنا، فإن الزعيم ذو EQ المرتفع لن يتعامل مع المشكلة كمشكلة تقنية بحتة، وإنما سينظر أيضا في التأثير النفسي لهذه التغيرات على أعضاء فريقه. ربما يقوم بتوفير الدعم العاطفي أو حتى تحديد وقت للمناقشة الجماعية لمناقشة المخاوف ومشاركة الحلول المحتملة سوياً.

بالإضافة لذلك، فإن الزعماء الذين يتميزون بالتعاطف قادرون على تشجيع الابتكار والإبداع. إن الشعور بالأمان لديه زملاء العمل يشجعهم على تقديم أفكار جديدة وخارج الصندوق بدون خوف من الانتقاد. هذا النوع من الثقافة الإيجابية يؤدي إلى حلول مبتكرة وأكثر شمولا للمشاكل التي تواجه الشركة.

لكن كيف يمكن تطوير الذكاء العاطفي؟ هناك العديد من الاستراتيجيات مثل التدريب الرسمي، قراءة الكتب حول الموضوع، الانخراط في العلاج النفسي، وتحسين التواصل الذاتي عبر اليقظة الذهنية والتأمل. كل هذه الطرق تساهم في بناء قاعدة أفضل لفهم الذات والآخرين وبالتالي تحسن القدرة على القيادة بفعالية أكبر.

في نهاية المطاف، الذكاء العاطفي والتعاطف هما أدوات رئيسية لكل زعيم طموح يرغب في تحقيق نجاح مستدام خلال العقود المقبلة. فهي تمكننا من إدارة فرقنا بكفاءة عالية أثناء التنقل خلال الأوقات المضطربة وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والحافز الداخلي ضمن المنظمات الحديثة.