في أعماق التراث العماني الرائع تكمن مجموعة غنية ومتنوعة من الأمثال والحكم التي تعكس الفلسفة الحياتية لشعب له جذور عميقة في الأرض الطيبة للسلطنة. هذه الأقوال ليست مجرد كلمات نثرها الزمان؛ بل هي مرآة تعكس تجارب الناس وخبرات حياتهم اليومية، توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلينا باعتبارها جزءاً أساسياً من تاريخ وثقافة السلطنة. إن قيمة هذه الأقوال تتخطى حدود اللغة لتصل إلى القلب والعقل، وتقدم دروساً درسية حول الحياة والأخلاق والتسامح.
إن أهم ما يميز الحكم العمانية هو قدرتها على الإيصال للأفكار والقيم المعقدة بطريقة بسيطة ومباشرة يمكن فهمها واستيعابها بسهولة. فكل قول مثل "لا خير في الجهل إلا إذا كان مع النماء"، يعكس رؤية مجتمع يؤكد دوماً على ضرورة الجمع بين العلم والمعرفة وبين العمل والإنتاج. أمثلة أخرى كثيرة تدل على ذلك، مثل هذا المقولة: "العلم نور يقود الطريق". كما تشير بعض الأمثال أيضاً إلى أهمية الصبر والتواضع أمام المصاعب، مثل قولهم "رغم القهر والبلاء، الثبات والصبر هما الدواء".
ومن الجدير بالذكر أيضاً كيف تؤكد تلك الأمثال على روابط المجتمع الوثيقة وتعزيز الأخوة الإنسانية. فعلى سبيل المثال، يقولون "اليد الواحدة لا تصفق"، مما يعني أن المساعدة المتبادلة مهمة جدا لإتمام الأعمال الناجحة. وعلى المستوى الروحي والعاطفي، فإن المثل الشهير "النفس والشمس شقيقتان"، وهو يشير إلى الرابط العميق الذي يربط الإنسان بوجوده ومعرفته.
بهذا الشكل، تمثل حكم وأمثال عمان الفريدة محكمة صغيرة للحكمة والتعليمات، والتي تساهم بلا شك في بناء شخصية أكثر ثراءً وفهمًا داخل المجتمع العماني وخارجه أيضا. إنها دعوة دائمة للاستزادة من المعرفة والتفكر في طبيعة الحياة، وهي رسالة خالدة تستحق الاستماع والاستمرارية عبر القرون.
