النص الأصلي لهذه الفتوى يُوضح عدة نقاط مهمة تتعلق بحرية الاختيار الديني في الإسلام.
أولاً، أكدت الآيات القرآنية مثل "قد جاءكم بصائر من ربكم"، و"ولا إكراه في الدين"، أن اختيار الشخص للإسلام أو عدمه هو قرار شخصي.
يقول الله في القرآن "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى".
وهذا يعني أن الجميع مسؤولون عن اختياراتهم, سواء كانت جيدة أم سيئة.
الحقيقة هي أن الهداية ليست بيد النبي أو الأنبياء, بل هي بيد الله نفسه.
رغم جهود الدعوة التي يقوم بها الرسل والأئمة, يبقى القرار النهائي بيد كل فرد.
هذا واضح أيضاً في قول الله عز وجل: "وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
"
بالإضافة لذلك, هناك تأكيد على حقيقة أن الله عالم بمآلات الأمور قبل حدوثها, كما ذكر في الآية "وكانت تسبيح الساعة الملائكة والحملة".
بالتالي, يعمل النظام الأخلاقي والإيماني بطريقة تناسب الحرية الشخصية لكل فرد.
ختاماً, يمكن تلخيص الأمر بأنه بينما يدعو الإسلام إلى طريق الحق والهداية, فهو يحترم تماماً قدرة الإنسان على الاختيار الحر, وهو نظام قائم أساساً على المسؤولية الشخصية والعقاب والثواب بناءً على تلك الاختيارات.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات