- صاحب المنشور: عبد الولي بن العابد
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا والتي أثرت بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة البشرية، ومن بينها العمل المجتمعي. هذا التحول الرقمي لم يكن مجرد تحديث تقني بل كان نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع المشاريع والبرامج الخيرية والأنشطة الاجتماعية المختلفة. حيث سهلت أدوات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية مشاركة الأفكار وتنسيق الجهود وبناء شبكات دعم جديدة.
على سبيل المثال، أصبح بإمكان المنظمات غير الربحية الآن الوصول إلى جمهور واسع عبر الإنترنت للترويج لحملاتها وجمع التبرعات. كما أتاحت الأدوات الرقمية مثل المنصات الإلكترونية للمستفيدين تقديم طلبات المساعدة مباشرة والدفع مقابل الخدمات بطرق آمنة ومريحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد هذه المنظمات في تحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحًا والاستجابة لها بكفاءة أكبر.
التحديات والمكاسب
رغم الفوائد الكبيرة، هناك أيضًا بعض التحديات المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في الأعمال الخيرية. فقد يؤدي الاعتماد الزائد عليها إلى تهميش الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية للوصول إليها، مما يزيد من الفجوة الرقمية بين الطبقات الاجتماعية. كما قد يشكل الأمن السيبراني مصدر قلق حقيقي عند التعامل مع المعلومات الحساسة المتعلقة بالمستخدمين أو الأموال التبرعية.
من ناحية أخرى، تمثل المكاسب المحتملة هائلة - فهي توفر الوقت والموارد المالية وتعزز الشفافية وتحسن مستوى العطاء العام. وفي النهاية، ينبغي التوازن بين الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا والحفاظ على القيم الإنسانية الأساسية التي تقوم عليها الأعمال الخيرية.