- صاحب المنشور: فرح بن محمد
ملخص النقاش:
لقد أصبح التأثير المتزايد للتغيرات المناخية مصدر قلق عالمي متنامي، ولا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي. فالحرارة الزائدة، الأمطار الغزيرة أو القلة منها، الجفاف، والعواصف الشديدة كلها تحديات تتسبب في انخفاض إنتاج محاصيل غذائية رئيسية مثل القمح والأرز والذرة. هذه التحديات تؤثر بشدة على الدول الأقل نموا التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة كمصدر للدخل والغذاء.
في السنوات الأخيرة، شهدنا موجات جفاف شديدة اجتاحت مناطق زراعية واسعة حول العالم مما أدى إلى خسائر محتملة هائلة بالإنتاج الغذائي. أما الفيضانات المفاجئة فتدمر المحاصيل وتحدث مشاكل صحية بسبب تلوث المياه. بالإضافة لذلك، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي أيضا لتغير مواسم النباتات وبالتالي تغيير توقيت الحصاد.
هذه المشكلات تأخذ بعداً أكثر خطورة عندما ننظر للأثر المحتمل لهذه الظروف على الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون أساسيا على المحاصيل المنتجة محليا للحصول على طعامهم اليومي. حيث يمكن أن يزداد عدد الأشخاص غير الكافيين تغذوية بشكل كبير بحلول عام ٢٠٥٠ نتيجة للتغيّرات المناخية حسب بعض التوقعات الدولية.
لذلك، بات واضحًا أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة للتقليل من آثار تغير المناخ والحفاظ على الأمن الغذائي العالمي. وقد يشمل ذلك الاستثمار في تقنيات مقاومة للجفاف والتكيف مع ظروف الطقس المتغيرة، وكذلك تحسين البنية الأساسية الزراعية وإدارة المخاطر المرتبطة بالطقس. كما يجب تعزيز جهود البحث العلمي لفهم أفضل لكيفية تكيف النظام البيئي الطبيعي والنظام الغذائي الإنساني مع تغيرات مناخ الأرض.
إن حل الأزمة الناجمة عن التغيرات المناخية هو مسؤولية مشتركة بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني والفرد نفسه عبر تبني عادات حياة مستدامة وخفض بصمة الكربون لكل شخص. ومن خلال العمل الجماعي والإجراءات الدائمة، قد يستطيع المجتمع الدولي الحد من مخاطر المجاعة وتعزيز السلام والاستقرار الاجتماعيين خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للاضطراب الاقتصادي والغذائي جرَّاء التغيُّر المناخي.