- صاحب المنشور: تحية البدوي
ملخص النقاش:لقد كانت التطورات التقنية الحديثة، خاصة تلك المتعلقة بالواقع الافتراضي، ثورة حقيقية في العديد من القطاعات. واحدة من هذه القطاعات هي التعليم العالي. يتمتع العالم العربي بموارد بشرية هائلة وقدرات أكاديمية متميزة، ولكن قد يواجه الطلاب تحديات بسبب محدودية الوصول إلى البرامج والتكنولوجيا المتقدمة. هنا يأتي دور تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) كحل محتمل.
الواقع الافتراضي يمكن أن يحول الجامعات العربية بطرق غير مسبوقة. فهو يسمح للطلاب بتجربة المحاضرات والمختبرات والمعارض الثقافية في بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد. هذا ليس فقط يجعل التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية، ولكنه أيضاً يتخلص من القيود الجغرافية ويفتح أبواباً جديدة أمام تعليم أفضل للجميع بغض النظر عن الموقع.
على سبيل المثال، يمكن للمؤسسات الأكاديمية استخدام الواقع الافتراضي لتقديم جولات افتراضية لمتاحف أو معالم تاريخية بعيدة المنال بصريًا. وفي مجال الطب، يمكن للتلاميذ التدرب على العمليات الجراحية المعقدة قبل التنفيذ الفعلي باستخدام تقنيات VR. حتى الدراسة عبر الإنترنت ستصبح أكثر فعالية حيث يمكن للطلاب التواصل مباشرة مع الأساتذة والزملاء في عالم افتراضي.
بالرغم من الفرص الهائلة التي توفرها تكنولوجيا الواقع الافتراضي، إلا أنها تواجه بعض التحديات. الأول هو تكلفة المعدات اللازمة. كما تحتاج المؤسسات أيضًا إلى موظفين مدربين لاستخدام وتحديث هذه الأنظمة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل لهذه التكنولوجيا على الصحة النفسية والعقلانية لدى الشباب الذين يقضون وقت طويل في البيئات الرقمية.
وفي النهاية، فإن الاستثمار في تكنولوجيا الواقع الافتراضي للحصول على نظام تعليم عالي فعال في الوطن العربي يستحق النظر فيه بشدة. فالتعليم هو أحد أعمدة بناء المجتمع وبالتالي يعد تطوير أساليبه وأدواته جزء حيوي من التحول نحو مجتمع عصري ومزدهر.