إربد: القلب النابض للمملكة الأردنية الهاشمية

تقع محافظة إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتتميز بثقافتها الغنية والتاريخ العريق. تعتبر المحافظة ثاني أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة والسكان

تقع محافظة إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتتميز بثقافتها الغنية والتاريخ العريق. تعتبر المحافظة ثاني أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة والسكان، حيث تغطي مساحة تقدر بـ 1,478 كيلومتر مربع ويبلغ تعداد سكانها حوالي مليون نسمة حسب آخر الإحصاءات الرسمية. تتمتع إربد بموقع استراتيجي مهم كونها قريبة من الحدود مع سوريا، مما جعل منها نقطة عبور تاريخية هامة للتجارة والحركة البشرية.

يتنوع المناخ في إربد بين المعتدل شبه الاستوائي والجاف الصحراوي، وذلك يعكس تأثيرات الموقع الجغرافي والميول البحر المتوسطيّة التي تؤثر بشكل كبير على طقس المنطقة. تتكون المحافظة جغرافياً من سلسلة جبلية تُعرف باسم "جبال الشراة"، والتي تضم مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات البرِّية الفريدة. تشتهر هذه الجبال أيضًا بحقول الزراعة الخصبة ومزارع الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين.

ثقافيًّا واجتماعيَّا ، تعدُّ مدينة إربد مركز ثقافة وفن وثورات منذ القدم؛ فقد كانت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ ومركزاً تجارياً كبيراً أثناء الحكم الروماني والبزنطي والعربي والإسلامي لاحقاً. هذا التاريخ الثقيل ترك بصماته الواضحة عبر الآثار والمعالم القديمة المنتشرة حول المدينة وأبرزها قلعة إربد الصخرية ومنارة سور إربد القديم ومدرسة الشيخ خزعل الخنجي وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن الجامعات والأندية الأدبية والفنية المختلفة العديد من البرامج التعليمية والثقافية التي تساهم في تنمية المجتمع وتعزيز الهوية العربية الإسلامية للأجيال الجديدة.

اقتصاديًا، توفر محافظة إربد فرص عمل متنوعة لسكانها وسكان المناطق المجاورة وذلك بسبب وجود قطاعات رئيسية كمصانع الملابس والنسيج والمواد الغذائية والصناعات التحويلية الأخرى. كذلك، يساهم القطاع السياحي بطريقة مباشرة وغير مباشرة في دعم الاقتصاد المحلي بإستقطابه للسواح لعرض المعالم الطبيعية والتراثية الرائعة الموجودة بالمقاطعة مثل نهر اليرموك ووادي اليرموك وحدائق أبو راشد العامة وجبل القلعة الشهير والذي يمثل رمز عزيمة وصمود أبنائها ضد الاحتلال البريطاني آنذاك.

ختاما، فإن محافظة إربد ليست مجرد موقع جغرافي على خارطة العالم العربي فقط بل هي جزء غالي الثمن من هويتنا الوطنية والقومية وهي تستحق الاحترام والدعم لكي تبقى عروس الشمال كما أطلق عليها أهلها وباقي الناس الذين ارتبطوا بها بروابط الدم والأمانة والانتماء الحقيقي للحاضر والمستقبل المشترك لكل العرب والمسلمين حول العالم.


سليمان بن عمر

8 Blog indlæg

Kommentarer