إربد: تاريخ غني وثقافة نابضة بالحياة بين جبال الأردن السبعة

تقع مدينة إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وهي ثاني أكبر المدن بعد العاصمة عمّان. تتميز هذه المدينة بتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، مما جعلها مركزا

تقع مدينة إربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وهي ثاني أكبر المدن بعد العاصمة عمّان. تتميز هذه المدينة بتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، مما جعلها مركزاً ثقافياً واقتصادياً هاماً عبر العصور. تعد إربد موطن العديد من المواقع التاريخية والمعالم الثقافية التي تعكس تنوع وتاريخ المنطقة.

يبدأ تاريخ إربد مع الحضارة الآرامية القديمة، حيث كانت معروفة باسم "أربيلا". خلال القرون التالية، شهدت المدينة حكم الفينيقيين، الرومان، البيزنطيين، الأمويين، العباسيين، والمماليك قبل دخول الدولة العثمانية الحكم فيها. كل فترة تركت بصمة واضحة على الهندسة المعمارية والثقافة المحلية.

ومن أهم المعالم التاريخية بإربد قلعة الربض التي يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومسجد الجزار المبني عام 1241 ميلادية والذي يحافظ حتى الآن على هيكل معماري مميز. بالإضافة لذلك، تضم إربد العديد من المساجد والكنائس القديمة مثل كنيسة القيامة المشرقية الروسية وغيرها الكثير والتي تشهد على التعايش الديني والتسامح الطائفي داخل المجتمع الإربدي منذ القدم.

كما تعتبر جامعة إربد التقنية واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية بالمنطقة. تقدم الجامعة مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية تحت سقف واحد تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في مجالات الهندسة والإدارة والتربية وغيرها. تساهم هذه المنظمة العلمية بشكل كبير في تطوير مهارات الشباب المحلي وتحسين مستواهم العلمي والمهني.

وتتمتع إربد أيضًا بموقع استراتيجي جيولوجيًا؛ فهي موجودة ضمن منطقة جبليّة تسمى جبال الشمال والتي توفر المناظر الطبيعية الخلابة وجوًّا معتدل طوال العام مقارنة بدرجات حرارة المناطق الأخرى المحيطة بها. وهذا ما يجذب السياح للاستمتاع برحلات المشي والاستجمام وسط تلك البيئة الريفية الرائعة.

على الصعيد الاقتصادي، تُعتبر الزراعة والصناعة مواد أساسية للاقتصاد المحلي لإربد. تشتهر الأرض خصوبتها بزراعتها للأعناب والفواكه والخضر المختلفة بينما تلعب المصنوعات الجلدية والسجاد دور رائدين في القطاعات النسيجية والحرف اليدوية المنتجة محليا. تعمل البلديات والجهات الحكومية حاليا جاهدة لتطوير مشروعات جديدة لجذب الاستثمارات وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجين المحليين بما ينعكس ايجابيًا ليس فقط على اقتصاد المدينه بل أيضًا علي مستوى البلاد ككل .

إن مدينة إربد ليست مجرد موقع تاريخي ومعلم سياحي فحسب وإنما هي خزان للحكمة والعطاء الإنساني ذو تجدد دائم ولا زالت تحمل رسالتها للعالم بأن وجود الإنسان مرتبط بشكل وثيق بتراث الماضي ومستقبله الوظيفي المستدام لتحقيق نهضة حضارية شاملة لكل جوانب الحياة اليوميه للمدنيه و حياتهن الريفيه كذلك .


ولاء التونسي

7 Blog indlæg

Kommentarer